أنزل الله القرآن باللغة العربيّة؛ لأنها وسيلة التفاهم مع من أرسل إليه الرسول أولاً، وبدأت الدعوة في محيطهم قبل أن تبلغ لغيرهم، قال تعالى:( ومَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاّ بِلِسَانِ قَومِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ) (سورة إبراهيم:4).
والإسلام دين عالمي يجب تبليغه لكل الناس، وذلك باللسان الذي يعرفه من بُلِّغ إليهم، فالقرآن نزل باللغة العربيّة لأمرين أساسين: أولهما الإعجاز؛ لإثبات صدق الرسالة، وذلك للقوم الذين نزل القرآن في بيئتهم التي نشأ فيها الرسول وبدأ الدعوة، ولغيرهم من الناس بما يَحويه من معلومات وتشريعات هي أصدق المعلومات وأحكم التشريعات، والأمر الثاني الهداية، والهِداية لكل الناس يحملها مَن تلقَوه باللغة العربية، ثم يترجمون هذه الهداية إلى غيرهم.
وهذا ما حدث في القرون الأولى، عرضت الدعوة على الناس كافة فآمن الكثيرون، ثم تفقَّهوا في الدّين بلغاتهم، ثم أتقن كثيرون منهم اللغة العربية، ففهموا ما تعلَّموا وترجموا ما يريدون أن يعلموه الناس، وهذه الترجمة تعتبر تفسيرًا بوجه من الوجوه لهداية القرآن ولا يحكم بها على كل ما في القرآن من معان.
والمهم أن نعرفَ أن نزول القرآن الكريم باللغة العربية لا يَتنافى مع عالميّة الدعوة الإسلاميّة، أن أصل الدعوة وسجلَّه الأساسي لابد أن يكون بلغة واحدة يرجع إليها عند الاختلاف في الترجمات التي نعرف ما بينها من تفاوت لأسباب عدة ، قد يؤدي إلى التضارُب الذي يصرف الناس عن الدين بدل أن يجذبهم إليه، وهذا أمر له أهميته قديمًا وحديثًا حرَصت عليه الدول في العهود والمواثيق والاتفاقيات وغيرها من الأمور المهِمّة.
كيف يكون القرآن عالميا وهو باللغة العربية
هل انتفعت بهذا المحتوى؟
اخترنا لكم
كيفية الاستخارة ووقتها
الاحتفال بذكرى الهجرة النبوية والمناسبات الإسلامية
المعجزات الحسية في الهجرة النبوية
تاريخ الهجرة النبوية
آيات السكينة ومشروعية قراءتها لجلب الطمأنينة
موقف الإسلام من العلم … حقائق وأباطيل
نفقة الأولاد بعد طلاق أمهم
8 مسئوليات على الزوج تجاه زوجته
الثقة في نصر الله: الأمل والعمل طريق المؤمنين لتحقيق النصر الموعود
انصر أخاك ظالما أو مظلوما
الأكثر قراءة