تلاوة القرآن في شهر رمضان من العبادات التي كان يحرص عليها النبي ()، ولا سيما في ليل رمضان؛ ففي الصحيح: “كان جبريل يعارضني بالقرآن في كل عام مرة، وقد عارضني بالقرآن في هذا العام مرتين..” الحديث.

ولهذا فعلى المسلم الاجتهاد -رغم أي مشاغل له- بأن يحرص على نيل حظه من التلاوة للقرآن في شهر القرآن قدر ما يستطيع؛ لكي يقدم لنفسه عملا صالحا يشفع له بين يدي الله يوم القيامة.

ففي الحديث: “الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة..” الحديث. وأيضا: “اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه.

أيهما أفضل في رمضان حفظ القرآن أم تلاوته

كان هدي السلف الإكثار من تلاوة القرآن والحرص على تكرار ختمات القرآن؛ لأنها فرصة.

فينبغي الإكثار من التلاوة حتى يختم المسلم ختمات كثيرة تأسيًا بالسلف الصالح رضي الله عنهم واغتنامًا للفرصة؛ ولأن في ذلك طلبًا للعلم، وتفقهًا في الدين؛ لأنه كتاب الله؛ فيه الهدى والنور، وقد قال الله فيه سبحانه: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ )[الإسراء:9] وقال سبحانه وتعالى: (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ) [فصلت:44] وقال تعالى: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) [ص:29].

ففي قراءته من أوله  إلى آخره والإكثار من ذلك بالتدبر والتعقل في ذلك العلم العظيم والخير الكثير، وإذا جعل وقتا خاصا للحفظ في رمضان وفي غيره؛ فهذا أمر طيب.

حكم تشغيل القرآن والانشغال عنه بغيره

سئل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله : أقضي بعض الأوقات الساعات الطوال في المطبخ ، وذلك لإعداد الطعام لزوجي ، وحرصًا مني على الاستفادة من وقتي ؛ فإنني أستمع إلى القرآن الكريم ، سواء كان من الإذاعة ، أو من المسجل ؛ فهل عملي هذا صحيح أم أنه لا ينبغي لي فعل ذلك ؛ لأن الله تعالى يقول : ( وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) ؟
فأجاب : “لا بأس باستماع القرآن الكريم من المذياع أو من المسجل والإنسان يشتغل ، ولا يتعارض هذا مع قوله : ( فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ ) ؛ لأن الإنصات مطلوب حسب الإمكان ، والذي يشتغل ينصت للقرآن حسب استطاعته ” انتهى
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : بعض الناس يسمع القرآن قبل النوم، أو مثلاً وقت مذاكرة أو انشغال بالأشغال فهل هذا من الآداب وما حكمه؟
فأجاب : “ليس من الآداب أن يتلى كتاب الله ولو بواسطة الشريط وأنت متغافل عنه ، لقول الله تبارك وتعالى: ( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا ) الأعراف/20 ، فلذلك نقول : إن كنت متفرغاً لاستماعه فاستمع ، وإن كنت مشغولاً فلا تفتحه …