القرآن الكريم كتاب الله تعالى،تعبدنا بتلاوته،وأمرنا بهذه التلاوة فقال تعالى:”ورتل القرآن ترتيلاً”،وقا ل:”فاقرءوا ما تيسر من القرآن “،وإن كان المسجد هو أفضل الأماكن للتلاوة فلم يرد مايمنع القراءة في غيره،بل يستحب القراءة في البيت،أما السوق فلا مانع من القراءة فيه ،بل ربما كان الثواب أعظم ،لأنه مكان تكثر فيه الغفلة عن ذكر الله تعالى،وثواب الأعمال يضاعف عند نسيان الناس لها،كما صرح بذلك كثير من الفقهاء،فلا مانع من القراءة في دكان السوق،بشرط ألا يتعرض القرآن لشيء لايليق به.
يقول فضيلة الشيخ الدكتور عبدالحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق –رحمه الله تعالى-:
إن قراءة القرآن وسماعه من الأمور التي يجب أن تكون شعار المسلمين باستمرار، وإن من الفروق بينهم وبين الذين كفروا ما حدثنا الله ـ تعالى ـ به في قوله ـ تعالى ـ: (وقالَ الذينَ كفروا لا تَسْمَعُوا لهذا القرآنِ والْغَوْا فيه لعلَّكم تَغْلِبُونَ).
وإذا كان هذا شأن الذين كفروا فإن شأن المسلمين أن يستمعوا للقرآن، وأن يتلوه كلما استطاعوا إلى ذلك سبيلًا.
وعلى هذا فإنه يجوز تلاوة القرآن في داخل دكان التجارة بالسوق، فإنه يُذَكِّر أهل الدكان بالصدق والخير والتسامُح والفضيلة ويُشيع في جو الدكان تيارًا من النور والتذكير بالله ويشيع عند كل مَن يسمعه ذلك.
ومع ذلك فإن هذا مشروط بأن لا يكون فيه تعريض للقرآن إلى عدم توقيره أو إجلاله، فإذا كانت قراءة القرآن في وَضْع يتعرَّض فيه القرآن لأي أمر من الأمور التي لا تَلِيق بجلاله فإنه حينئذ تحرُم قراءته، سواء كان ذلك في دكان للتجارة في السوق أم في غير ذلك من الأمكنة.انتهى
والخلاصة أنه لامانع من القراءة في دكان السوق ،مع اعتبار احترام القرآن وتوقيره ،إذ هو كلام الله تعالى،وإجلال القرآن من إجلال الله جل في علاه.