إن من أفضل مايشتغل به الإنسان هو كتاب الله،لأنه يقيم صلة به ،فيصاحبه في حله وترحاله ،ويجالسه في خلواته، ويدارسه في كثير من أوقاته ،وكأنه صاحب حميم لايمل منه ولا يكل،بل يفرح بلقياه في الدنيا،ويسعد بشفاعته في الآخرة ،وقد جاءت آيات القرآن الكريم داعية إلى الاهتما م بهذا الكتاب الخالد، فقال جل من قائل:”ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر”،وقد اعتنت الأمة بهذا الكتاب منذ نزوله ،فحفظوه في صدورهم،وطبقوه في حياتهم ،ومن بركة الله على العبد أن يرزقه حفظ كتابه والعمل به .
يقول الشيخ الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر في أفضل طريقة لحفظ القرآن :
أفضل الطرُق وأيسرها لحفظ القرآن الكريم هي أن يتفهَّم القارئ معاني الآيات التي يقرؤها، وبوجهٍ إجمالي فظلال المعاني في ذِهْنه تُساعد على بقائها، وسهولة حفْظ الجمَل المُعبرة عنها، ثم يبدأ من يريد حفظ القرآن ـ عادةً بالسور القصيرة والأجزاء الأخيرة مِن القرآن الكريم، يُضاف إلى ذلك أن يَقرأ المُحفِّظ الآياتِ أمام تلاميذه، فالقراءة الجيدة تُعوِّد التلاميذ على حُسن النطق وحُسن الترتيل، ولا يُكلَّف التلميذ بحفظ آياتٍ كثيرة حتى لا يَثقل عليه حفظ ما يُكلَّف به.
أما الفوائد التي تعود على حافظ القرآن، فأهمها المَعلومات التي يَستفيدها مِن آيِ القرآن وأحْكامه، وقصصه، ومواعظه، فقد قلت: إنه ينبغي للمتعلِّم أن يُلمَّ بالمعاني الإجمالية للآيات التي يحفظها، ثم هو يستفيد قدرةً على التعبير الأدبي، ويُحسن الاقتباس مِن آيات القرآن، والقراءة بعد كل هذا عبادة، يَستطيع الحافظ أن يُؤديها في أي وقت وفي أي مكان.انتهى
والخلاصة أن حفظ القرآن يحتاج لنية صادقة يتبعها عمل ،يتمثل في ترتيب أوقات خاصة له ،وأن يحفظ جزءًا معينًا كل يوم ،وأن يراجع ماحفظ ،مع العيش والإحساس بمعانى الكتاب الكريم ،ومعايشتها ،فإن هذا أدعى لتثبيت الحفظ.