الواجب إخلاص التوبة إلى الله عزوجل وإذا كانت التوبة نصوحا فإن الله يغفر للتائب ما قد سلف، فالتوبة تهدم الذنوب، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
وللتوبة النصوح علامات يستطيع الإنسان المذنب أن يتلمسها ويعرف من خلالها قبول توبته.
– أن يكون حال العبد بعد التوبة خيراً مما كان قبلها، فهو قبل التوبة غارق في الذنوب متعاون مع الشيطان أما بعد التوبة فهو يسبح في أنوار الرحمة مستحضرا لعظمة الله ومستشعرا معيته في كل وقت وحين.
– أن يستعظم الذنب الذي صدر منه ويظل يخاف عقوبته، ويبكي مما اقترفه في الماضي ومما سيقبل عليه في المستقبل.
وهذا البكاء من صفات عباد الله الصالحين الذين امتدحهم الله في القرآن قال تعالى : (وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ) و قال تعالى:(اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ) [الزمر 23]. وقال:(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ)[الأنفال 2].
وعن أبي هريرة بلفظ (لا يلج النارَ رجلٌ بكى من خشية الله) الحديث وصحّحه الترمذي والحاكم.
وكان فضالة بن صيفي كثير البكاء، فدخل عليه رجل وهو يبكي فقال لزوجته ما شأنه؟ قالت: زعم أنه يريد سفراً بعيداً وماله زاد، وانتبه الحسن ليلة فبكى، فضج أهل الدار بالبكاء، فسألوه عن حاله فقال: ذكرت ذنبا لي فبكيت، وعن تميم الداري رضى الله عنه أنه قرأ هذه الآية: ” أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات” فجعل يرددها إلى الصباح ويبكي، وكان حذيفة رضي الله عنه يبكي بكاءً شديداً، فقيل له: ما بكاؤك؟ فقال : لا أدري على ما أقدم، أعلى رضا أم على سخط؟
– ومن علامات التوبة النصوح التي قبلها الله أن تحدث التوبة في العبد انكساراً في قلبه وذلاً وتواضعاً بين يدي ربه، وهذا التواضع ناتج من خوفه من ذنبه واستحيائه من ربه.
– ومن علامات التوبة النصوح حرص العبد أشد الحرص على ألا يعود لذنبه مرة أخرى فإن تجرأ على ذنبه مرة أخرى فليجدد التوبة ويظل هكذا حتى يعفو الله عنه.