رضا الله في رضا الزوج بالمعروف، فالحياة الزوجية تقوم على التفاهم بين الزوجين بمعرفة كلٍ منهما ما له من حقوق وما عليه من واجبات، والقيام بمقتضى ذلك، وقد حث النبي ﷺ المرأة على طاعة زوجها ورغبها في ذلك أعظم ترغيب. وذلك في أحاديث كثيرة صحيحة.
-منها ما في الترمذي من حديث أبى هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي ﷺ قال: “لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها” [صححه السيوطي].
-ومنها ما في المسند وغيره من حديث عبد الله بن أبي أوفى أن النبي ﷺ قال: “لو كنت آمراً أحدا أن يسجد لغير الله تعالى لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها كله حتى لو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه”
وإن من حقوق الزوج على زوجته طاعته في المعروف، ومن أوجب هذه الحقوق تلبيتها لطلبه إذا دعاها إلى فراشه، فإن رفضت من غير عذر فهي آثمة بذلك وعاصية لربها، واستحقت لعن الملائكة لها، فعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله تعالى عنه قال قال النبي ﷺ: “إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح” [ورواه أيضاً البخاري ومسلم]
وفي الوقت نفسه أمر الله الزوج بالإحسان لزوجته وعدم ظلمها وعدم الإثقال عليها قال تعالى: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) [البقرة: 228] وقد جاءت وصية رسول الله ﷺ بالإحسان إلى النساء في أكثر من موضع، قال رسول الله ﷺ: استوصوا بالنساء خيرا” وقال ﷺ: ” خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي”.
فيجب على الزوج ألا يظلم زوجته كما يجب على الزوجة أن تطيع زوجها في المعروف، وبالتفاهم وحسن الحوار بين الزوجين والعمل على إرضاء الله تعالى لا يكون للشقاق سبيل في الأسرة وتكون المحبة والألفة والمودة.