يقول الشيخ عطية صقر رحمه الله تعالى :-
لا يوجد حديث في الكتب الصحيحة عن صلاة الكفارة، فالصلاة التي تفوت الإنسان لا يكفرها إلا قضاؤها ، ومن المعلوم أنه من ترك الصلاة ناسياً لا يكفرها إلا قضاؤها كما صح في الحديث ، وإذا كان هذا في الصلاة التي نام عنها أو سها عنها الإنسان فكيف بالصلاة المتروكة عمداً ؟! إن قضاءها أولى بالوجوب .
إن الكلام المذكور يغري الناس بترك الصلاة حيث يكفيهم عنها صلاة واحدة في آخر جمعة من رمضان ، ولم يقل بهذا أحد من العلماء ، بل إنهم على الرغم من قبولهم الأحاديث التي تقول: إن الصلاة الواحدة في مسجد مكة بمائة ألف صلاة فيما سواه ، وفي مسجد المدينة بألف وفي المسجد الأقصى بخمسمائة ، يقولون بأنها لا تغني عن الصلوات المفروضة، ولا تقوم مقام الصلوات الفائتة ، وإنما المراد كثرة ثواب الصلاة في هذه الأماكن المقدسة .
ونحذر من يقومون بترويج هذه المنشورات من تبعة العمل بما يروجونه ، فهو أولاً كذب على الله وعلى رسوله ، والله تعالى يقول : { إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون } [ سورة النحل : 116 ] والرسول -ﷺ- يقول : ” من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ” رواه البخاري ومسلم .
وهو أخيرًا سيتحمل وزر من يتهاونون في الصلاة اكتفاء بصلاة الكفارة المزعومة {وليحملن أثقالهم وأثقالاً مع أثقالهم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون} [ سورة العنكبوت : 13 ] ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ” رواه مسلم . والذين وضعوا هذا الكذب والمشاركون في طبعه وتوزيعه داخلون في هذه المسئولية.