جاء في “المجموع، شرح المهذب” للإمام النووي:
إذا سمع مؤذنا بعد مؤذن؛ هل يختص استحباب المتابعة بالأول ؟ أم يستحب متابعة كل مؤذن ؟ فيه خلاف للسلف حكاه القاضي عياض في شرح صحيح مسلم , ولم أر فيه شيئا لأصحابناـ الشافعية ـ والمسألة محتملة .
والمختار أن يقال: المتابعة سنة متأكدة يكره تركها لصريح الأحاديث الصحيحة بالأمر بها , وهذا يختص بالأول ; لأن الأمر لا يقتضي التكرار, وأما أصل الفضيلة والثواب في المتابعة فلا يختص والله أعلم. (انتهى).
وفي “مغني المحتاج” للشربيني الشافعي :
وقال ابن عبد السلام : إجابة الأول أفضل إلا أذاني الصبح فلا أفضلية فيهما لتقدم الأول ووقوع الثاني في الوقت، وكذا أذاني الجمعة لتقدم الأول ومشروعية الثاني. (انتهى).
وفي الموسوعة الفقهية الكويتية:
يسن لمن سمع الأذان متابعته بمثله , وهو أن يقول مثل ما يقول , لقول النبي ﷺ : { إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول المؤذن } ويسن أن يقول عند الحيعلة : لا حول ولا قوة إلا بالله . فقد روى عمر بن الخطاب , قال : قال رسول الله ﷺ { إذا قال المؤذن : الله أكبر الله أكبر فقال أحدكم : الله أكبر الله أكبر . ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله قال : أشهد أن لا إله إلا الله . ثم قال : أشهد أن محمدا رسول الله . قال : أشهد أن محمدا رسول الله . ثم قال : حي على الصلاة . قال : لا حول ولا قوة إلا بالله . ثم قال : حي على الفلاح . قال : لا حول ولا قوة إلا بالله . ثم قال : الله أكبر الله أكبر . قال : الله أكبر الله أكبر . ثم قال : لا إله إلا الله . قال : لا إله إلا الله , من قلبه – دخل الجنة } . ولأن حي على الصلاة , حي على الفلاح خطاب فإعادته عبث .
وفي التثويب وهو قول ” الصلاة خير من النوم ” في أذان الفجر يقول : صدقت وبررت – بكسر الراء الأولى – ثم يصلي على النبي ﷺ ثم يقول : اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته . والأصل في ذلك حديث ابن عمر مرفوعا : { إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول , ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا , ثم سلوا الله لي الوسيلة , فإنها منزلة في الجنة لا ينبغي أن تكون إلا لعبد من عباد الله , وأرجو أن أكون أنا هو , فمن سأل الله لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة } , ثم يدعو بعد الأذان بما شاء , لحديث أنس مرفوعا : { الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة } ” , ويقول عند أذان المغرب : اللهم هذا إقبال ليلك وإدبار نهارك وأصوات دعاتك فاغفر لي .
ولو سمع مؤذنا ثانيا أو ثالثا استحب له المتابعة أيضا . وهذا باتفاق.