هناك اتصال بين الجن والإنس، ولكن تفاصيل هذا الاتصال فيها شبهات كثيرة، والمجال لا يتسع لسردها وتحقيقها، ودخول الجن بدن الإنسان أمر ثابت لا ينكره إلا جاهل أو محب للمخالفة من أجل الظهور، ولكن التحكم في الإنسان لا يكون مطلقا، فللإنسان القدرة على التخلص من الجن الذي يدخله بالقرآن، وخاصة سورة البقرة والأذكار والإكثار من الطاعات والتوبة من المعاصي واللجوء إلى الله تعالى، كما يمكنه أن يحصن نفسه من الجن قبل دخوله.
ولذلك فهو محاسب، ولكن إذا فرضنا أن الجن في حالات نادرة يسيطر على الملبوس، فإن المسئولية تكون بحسب قدرة الإنسان واختياره، فلا يؤاخذ على ما إرادة فيه ولا اختيار أي الأمر الذي يكون فيه مكرها ومرغما، وهذا إذا فعل ما عليه ولم يقصر فيما يمكنه والله تعالى أعلم به في ذلك.
وقد تناول الإمام ابن تيمية هذه المسألة، وأثبت فيها دخول الجان بدن الإنسان، واستدل بقوله تعالى ( كالذي يتخبطه الشيطان من المس) وغير ذلك من الآيات، كما استدل بوقائع حدثت في زمن النبي ﷺ، حيث كان يؤتى إليه بالمصروع، فيقول للجان الذي صرعه: “اخرج عدو الله”، واستدل أيضا بالواقع في حالات المس.
والسحر أمر خارق للعادة يجري على يد الساحر، ومنه سحر التخييل، وللسحر حقيقة واقعة، فمنه ما يمرض، ومنه ما يفرق بين الزوجين، وغير ذلك، وكل تأثيره لا يكون إلا بإذن الله تعالى، كما قال تعالى : ( وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله )، وهو مرتبط بالجن، أما الشعوذة فهي قريبة من السحر، وقد لا يكون لها ارتباط بالجن.