خروج المني بالتفكر في الجنس لا يدخل في باب العادة السرية، وعلى المسلم أن يأخذ بأسباب التخلص من العادة السيئة هذه؛ ليتوب منها ويرحم نفسه من أضرارها الصحية والنفسية في الحاضر والمستقبل، فإن هاجت شهوته فلا يفعل العادة.

وعليه الإغتسال والتطهر بسبب خروج المني.

فهذا العمل الذي يقوم به من تعمد التفكير في الجماع ، واستجلاب ذلك ، والتلذذ به ، مما يترتب عليه نزول المني ، عمل محرم ، يلزم التوبة منه ، والندم على ما فات والعزم على عدم العود .

حكم من تنتابه شهوته ونزول المني:

سئلت “اللجنة الدائمة للإفتاء” جاء فيها ما نصه : ” قد تنتاب الإنسان شهوته ، فيفكر في الجماع كثيرا ، فينزل منه المني ، فهل هذا يدخل من ضمن العادة السرية ، هذا أمر ، وإذا كان يفكر في الجماع لينزل المني فيشعر باللذة فهل هذا من قبيل العادة السرية أيضا ؟ نرجو إفادتنا .

فأجابت : إذا عرضت للإنسان خطرة ففكر في الجماع عفوا فلا حرج عليه إن شاء الله تعالى ؛ لما في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي قال : ( إن الله تجاوز لي عن أمتي ما وسوست به صدورها ) وفي رواية : ( ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم ) .

لكن على من فكر فأنزل من تلذذه بالفكرة أن يغتسل ؛ لأن حكم الجنابة قد تعلق به والحالة هذه .

أما إذا كان يعمد إلى هذا التفكير ويستجلبه بين الحين والآخر فهذا لا يجوز ، ولا يليق بخلق المسلم ، وينافي كمال المروءة .

الواجب على المسلم عند الشهوات:

على المسلم أن يكف عنه ويشتغل بما يصرفه عن إثارة شهوته بما ينفعه في دينه ودنياه ، على أن تعمد الإثارة بغير الطريق المشروع مضر بالصحة في البدن والعقل ، ويخشى أن يجر إلى ما لا تحمد عقباه .

ويزداد الأمر قبحا في حق من عمد إلى هذا الأمر وقد أغناه الله بزوجة ، ومتى أنس الزوج بهذا الخلق المشين وجعله مسرحا لفكره فإن استقامة الحال والسكن والرحمة التي جعلها الله تعالى بين الزوجين في خطر ” انتهى .