شرب الدخان يضر بالمال والصحة والخلق والدين والمجتمع، والقاعدة لا ضرر ولا ضرار، وأن كل ما أدى إلى ضرر كان محرما إذ الحل والحرمة مبنيان في الشرع على النفع والضرر فما أحل الله إلا ما كان نافعا طيبا، وما حرم إلا ما كان ضارا خبيثا.
ومما لا يجادل فيه اثنان خبث ونتن الرائحة المنبعثة من فم المدخن وفي القرآن يقول تعالى: {يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث} وقد حضر أحدهم محتضرا فعند خروج الروح ومعاناة سكرات الموت انبعثت من المحتضر رائحة أخبث ما تكون وليس من رأى كمن سمع، فمن استشعر ذلك أزّه أزًّا للإقلاع عن التدخين توفيرا لماله واحتفاظا بصحته وتهذيبا لخلقه وصيانة لدينه وحرصا على الموقف القدوة في المجتمع إذ يرى بعض الشباب لقصر النظر وضحالة الفهم أن التدخين من معالم الرجولة فيقلدون من يرون من الكبار في التدخين، فيحمل المدخن وزره ووزر من قلده في ذلك ” من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة من غير أن ينقص ذلك من أوزارهم شيئا” والمدخن عندما يثور ويغضب يلجأ إلى التدخين يظن أنه بذلك ينفس عن نفسه، وليس الأمر هكذا فإن السنة أن من غضب عليه أن يتوضأ فإن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من النار وإنما تطفأ النار بالماء ، لهذا كله وغيره نرى حرمة التدخين.