لا يحرم على الزوج والزوجة أن يعيشا حياة البشر، كل ما أباحه الله عز وجل للمسلمين مباح للزوج والزوجة، بل مطلوب في صحبة الزوجية أن تكون هناك مواقف عاطفية متجددة، لدوام هذه العلاقة الزوجية، وقد كان نبينا ﷺ يخرج كما قالت أم المؤمنين عائشة معها إلى التلاع، (والتلاع هي مساقط المياه في الصحراء) حيث الخضرة وانسياب الماء، وكان ذلك عندهم يسمى البادية، وأن الرسول كان يخرج مع زوجته يتبدى “كما نقول نحن نصيف”، إذن الخروج إلى الأماكن المختلفة تعيد الذكريات الطيبة بين الزوجين، وتنشط الحياة الزوجية وتسري متاعب العمل خارج البيت، ذلك من المطلوب ومن المستحب، بل هو نفسه في شرع الله عز وجل، وكان النبي ﷺ يأخذ بعض زوجاته في الأسفار، وكان يطلب من أصحابه أن يتقدموا عنه في مراحل السفر ثم يخلو مع بعض نسائه كعائشة ويتريض معها أي يتسابق، وكان يسبقها وكانت تسبقه.
إن الخروج لا غبار عليه إذا خرج الزوج مع زوجته، بل هو مستحب، لكن نقول إذا كان الخروج إلى أماكن البحر فيه معاص كالخلطة المفسدة بين الرجال والنساء أو التعري وكشف عورة المرأة وكلها عورة إلا الوجه والكفين، وكذلك الرجل عورته من السرة حتى الركبة، فهذا حرام، أما إذا لم تكن هناك خلطة مفسدة ولم يكن هناك تعرٍّ، نقول كما قال الله تعالى: “قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق” فربنا لم يحرم إلا الحرام، وليس خروج الرجل مع زوجته للتريض والنزهة حراما، بل نحن نطالب كل زوج أن يفعل ذلك؛ لدوم العشرة وكي تجدد الأسرة نشاطها؛ وكي تستمر الحياة بلا متاعب ويسعد الزوجان.