لا يجوز للرجل تعليق القرط في أذنه فذلك تشبه بالنساء، وقد نهينا عن ذلك شرعا، ويكره أن تضع المرأة في أذنها أكثر من قرط، ولا يجوز لها أن تضع القرط في المواضع غير المألوفة من الجسد لما فيه من التشبه بالفاجرات والتشبه بهن حرام.
يقول سماحة المستشار فيصل مولوي -نائب رئيس المجلس الأوربي للبحوث والإفتاء:
إن تعليق الرجال الأقراط في آذانهم أمر حرام ومنهي عنه في شرعنا الحنيف لأنه تشبه الرجال بالنساء، وقد جاء على لسان رسول الله (صلَى الله عليه وسلَم) اللعن للمتشبهين والمتشبهات. فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: لعن رسول الله(صلَى الله عليه وسلَم) ” المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال”) رواه البخاري
أما المبالغة في خرق النساء آذانهن ليلبسن أكثر من قرط في الأذن فذلك غير مألوف في مجتمعنا، فإن حصل هذا لبعض القبائل والعشائر الإسلامية في مناطق نائية وتوارثوه منذ القديم فلا بأس به، إذ ليس فيه أكثر من الإكثار من المباح لكننا نميل إلى كراهته من باب أنه نوع من الإسراف.
أما وضع الأقراط في أماكن غير مألوفة من الجسد وخاصة في السرة والأعضاء التناسلية فذلك عادة الفاسقات والعاهرات والتشبه بهن حرام بمقتضى الآيات والأحاديث الكثيرة، ومنها ما أخرجه مسلم في صحيحه أنه عليه الصلاة والسلام قال: (صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا).
وجاء في بعض الروايات أنها مسيرة خمسمائة عام. ومعنى مائلات قيل: مائلات يمتشطن المشطة الميلاء: وهي مشطة البغايا، والبغايا جمع بغي وهي الزانية وجعلت تلك المشطة خاصة بها لتدل عليها.
ونرى أن الحكمة من منع تشبه المؤمنات بغيرهن من الفاسقات والكافرات والمتهتكات أن تبقى شخصية النساء المؤمنات مستقلة غير تابعة لتكون هي مصدر الهداية والنور والإبداع والعطاء لا أن تنتظر ما يوضع لها لتتلقفه وتعمل به دون النظر إلى عواقبه الوخيمة، معطلة كل ما عندها من العقل والتفكير، وفي هذا من الضلالة والضياع ما لا تحمد عقباه.
يضاف إلى ذلك أن الشخصية المؤمنة تأخذ قيمها وأخلاقها التي تنعكس سلوكاً وممارسة في حياتها اليومية في مجتمعها من الله العليم الخبير لا من البشر، وخاصة المنحرف منهم فإنهم إتباع هوى وشهوات.