لا يشترط في السجاد الذي يصلى عليه أن تكون فيها رسومات دينية كصورة الحرمين، بل إنه يكره الصلاة على السجادة ذات النقوش الكثيرة والزخارف التي تشغل المصلي وتلهيه .
يقول الشيخ محمد بن حمد الحمود حفظه الله تعالى :ـ
فإن النبي قد صلى على السجادة وهي الخمرة كما جاء في صحيح مسلم أنه قال لعائشة: ناوليني الخمرة من المسجد، وصلى عليه الصلاة والسلام على الحصير كما جاء في حديث أنس وصلى على التراب وغيره، ولا يشترط أن تكون فيها رسومات دينية كصورة الحرمين، بل إنه يكره الصلاة على السجادة ذات النقوش الكثيرة والزخارف التي تشغل المصلي وتلهيه، فعن أنس رضي الله عنه قال: كان قرام لعائشة سترت به جانب بيتها فقال لها النبي ﷺ: «أميطي عني، فإنه لا تزال تصاويره تعرض لي في صلاتي» أخرجه البخاري (374).
والقرام: هو الستر الرقيق من صوف ذي ألوان.
وعنها رضي الله عنها قالت: قام رسول الله ﷺ في خميصةٍ ذات أعلام، فلما قضى صلاته قال: «اذهبوا بهذه الخميصة إلى أبي جهم بن حذيفة وأتوني بأنبجانية أبي جهم، فإنها ألهتني آنفاً عن صلاتي».
أخرجه البخاري (373) ومسلم (556)
الأنبجانية: هي كساء غليظ لا علم فيه أي لا خطوط فيها، بخلاف الخميصة التي ردها.
قال العز بن عبد السلام: «تكره الصلاة على السجادة المزخرفة الملمعة، وكذلك الرفيعة الفائقة، لأن الصلاة حال تواضع وتمسكن، ولم يزل الناس في مسجد مكة والمدينة يصلون على الأرض والرمل والحصى تواضعاً لله.
ثم قال رحمه الله: فالأفضل اتباع الرسول ﷺ في دق أفعاله وأقواله وجلها، ومن أطاعه اهتدى وأحبه الله عز وجل، ومن خرج عن طاعته والاقتداء به بعد عن الصواب بقدر تباعده عن اتباعه» .
وأما اتخاذ السجادة التي فيها صور الحيوانات ذوات الأرواح للصلاة فهذا مكروه كراهة شديدة لما فيه من التشبه بعبادة الأوثان والأصنام.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «والمذهب الذي عليه عامة الأصحاب: كراهة دخول الكنيسة المصورة والصلاة فيها، وفي كل مكان فيه تصاوير أشد كراهة، وهذا هو الصواب الذي لا ريب فيه ولا شك».
يدخل على ذلك: امتناع النبي ﷺ عن دخول الكعبة حتى محيت كل صورة فيها كما في حديث جابر رضي الله عنه. رواه أبو داود والبيهقي
ولقوله ﷺ: «لا تدخل الملائكة بيتاً فيه صورة». رواه مسلم.