الكهانة والتنجيم والتنبؤ بمعرفة الغيب، وسائل ليست من الإسلام في شيء، وقد ورد النهي عن الذهاب للكهان وتصديقهم، والأولى بالمؤمنين أن يتجهوا لله تعالى ، وأن يجددوا إيمانهم ، فلا يعتقدوا في قوة غير قوة الله تعالى.
يقول فضيلة الأستاذ الدكتور الشيخ أحمد الشرباصي-رحمه الله تعالى – في كتابه يسألونك:
إنَّ ادِّعاء علم المستقبل عن طريق التنجيم أو غيره من الوسائل أمر يحرمه الدين وينهي عنه، وهو من أعمال الكهانة التي نهى رسول الله ـ ﷺ ـ عنها، فقد جاء في الحديث الصحيح عن السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت:” سأل رسول الله ـ ﷺ ـ ناس عن الكُهّان، فقال: ليسوا بشيء.
وكذلك روى أحمد وأبو داود عن عبد الله بن عباس ـ رَضي الله عنهما ـ أن رسول الله ﷺ قال: “من اقتبس علمًا من النجوم اقتبس شعبة من السحر”.
والسحر حرام، فيكون التنجيم حرامًا كالسحر.
وقد شدد الرسول عليه الصلاة والسلام الإنكار على من يصدق المنبِّئين بالنجوم، فجاء في صحيح مسلم ومسند أحمد عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ ﷺ ـ قال: ” مَن أتَى كاهنًا أو عرّافًا فصدّقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد “.
وكذلك روى مسلم وأحمد قول سيدنا رسول الله ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ: ” من أتى عرّافًا فسأله عن شيء لم يقبل له صلاة أربعين يومًا”.
واللائق بالمسلم أن يكل علم الغيب إلى الله علام الغيوب، لأنه القائل في سورة الأنعام:( وعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الغَيْبِ لاَ يَعْلَمُها إِلاّ هُوَ ويَعْلَمُ مَا فِي البَرِّ والبَحْرِ ومَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا ولاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الأَرْضِ ولاَ رَطْبٍ ولاَ يَابِسٍ إِلاّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ ) [ الآية 59 ] .
ويقول في سورة لقمان: ( إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ويُنَزِّلُ الغَيْثَ ويَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ ومَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا ومَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَموتُ إِنَّ اللهَ عَليمٌ خَبِيرٌ ) [ الآية 34].أ.هـ