روح القدس هو ملك الوحي جبريل ، وسمى بالقدس لأنه ينزل بما يزكي النفوس ويطهرها.
قال الراغب الأصفهاني في مفرداته :
( قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ ) يَعْنِي بهِ جبريلَ منْ حَيْثُ إنه يَنزِلُ بالقُدْسِ من اللهِ أي بما يُطَهِّرُ به نُفوسَنَا مِنَ الْقُرْآنِ وَالحِكْمةِ وَالفَيْضِ الإِلِهيِّ أهـ
وروح القدس مما أيد الله به نبيه عيسى ابن مريم ،كما أيد به غيره ، وليس نصرته لعيسى موقوفة على نبي الله عيسى بن مريم بل كانت هذه النصرة لغيره أيضا من الأنبياء والصالحين.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في ( دقائق التفسير):
إن الله أيد المسيح عليه السلام بروح القدس كما ذكر ذلك في قوله تعالى :{ إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ }، وقال تعالى في البقرة :{ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ }. وهذا ليس مختصا بالمسيح بل قد أيد غيره بذلك وقد ذكروا هم [أهل الكتاب ]أنه قال لداود: روحك القدس لا تنزع مني ، وقد قال نبينا ﷺ لحسان بن ثابت :اللهم أيده بروح القدس ، وفي لفظ: روح القدس معك ما دمت تنافح عن نبيه
وكلا اللفظين في الصحيح ،وعند النصارى:أن الحواريين حلت فيهم روح القدس، وكذلك عندهم روح القدس حدث في جميع الأنبياء .
وقد قال تعالى في موضع آخر: نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ .
وقال: قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ .
فقد تبين أن روح القدس هنا جبريل .