السحر موجود ومنصوص عليه في آيات سورة البقرة، ولكن هناك فرقا بين وجود السحر وبين حكمه، فمن حيث وجوده هو موجود، وهو عِلْمٌ، كما ذكر القرآن الكريم، ولكن الأثر المترتب عليه من حيث الإضرار بالإنسان يكون بإذن الله سبحانه وتعالى، ومن هنا فإن حكمه التحريم، وعده الرسول -صلى الله عليه وسلم- من الكبائر، وأضافه إلى الشرك بالله، والتولي يوم الزحف، وشهادة الزور، وما ذكر بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد سحر؛ فرجَّحه الكثير من العلماء.
وإن سِحْرَهُ صلى الله عليه وسلم كان يؤثر عليه عند معاشرته لزوجاته، ولكن الذين ينفون ذلك يقولون بأن واقعة السحر حدثت في المدينة، وإن المعوذتين نزلتا في مكة، ومن هنا كان التعارض بين ما وقع للرسول عليه الصلاة والسلام من سحر. والأفضل ألا نشغل أنفسنا بمثل هذه الأمور الغيبية، وعلينا أن نبتعد عنها خشية الوقوع في الحرام.