حدود الحرم لا تقتصر على ساحة المسجد، ثم إن مساحة المسجد الحالية ليست هي التي كانت على عصر الرسول -عليه الصلاة والسلام- وإنما أدخلت فيها تحسينات وتوسعات حتى يوم الناس هذا.
وحدود الحرم تمتد ستة عشرة كيلومتر شرقا، وخمسة عشرة كيلومتر إلى الشمال الشرقي، وأربعة عشرة كيلومتر جنوبا، وثلاثة عشرة كيلومتر غربا، بأعلام موجودة من عهد الخليل إبراهيم -عليه السلام- ويعرفها الناس حتى يومنا هذا.
وعليه فإن رحمة الله واسعة تقتضي من الناس أن لا يحجروا على أنفسهم واسعا، فمن أدركته الصلاة ولم يجد سعة في المسجد، فله أن يصلي خارج المسجد لأي عذر كان، من ضيق في المكان، أو شدة زحام، أو مرض، أو إلى آخر هذه الأعذار.
والثواب المذخور الوارد فيه الأثر “إن الصلاة في هذه البقعة بمائة ألف صلاة في غيرها من البقاع” لا يكون حكرا على من صلى داخل المسجد، وهذا الذي نميل إليه.