لم يرد فضل معين في تنظيف المسجد ، ولكن حثَّ النبي الأمة على الاعتناء بالمساجد ، وتنظيفها في أكثر من حديث ، وفي عهد النبي كان هناك أناس معنيون بتنظيف المسجد ، ولما مات أحدهما و لم يُخبَر الرسول بموته حزن ، وذهب إلى قبره ، وصلى عليه .

والمؤمن إنما يكفيه شرف الطاعة والامتثال لما أمر به النبي .

يقول فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد:

تنظيف المسجد لم يرد فيه فضل خاص ، غير أن النبي أمر بتنظيف المسجد وتطييبه ، فعَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ قَالَ أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَتَّخِذَ الْمَسَاجِدَ فِي دِيَارِنَا وَأَمَرَنَا أَنْ نُنَظِّفَهَا ” رواه أحمد في مسنده ، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب .

وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبِنَاءِ الْمَسَاجِدِ فِي الدُّورِ ( أي الأحياء ) وَأَنْ تُنَظَّفَ وَتُطَيَّبَ ” . رواه الترمذي ، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب .

فهذان الحديثان اشتملا على أمر نبوي ، وامتثال أمر النبي يؤجر عليه فاعله .

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلًا أَسْوَدَ أَوْ امْرَأَةً سَوْدَاءَ كَانَ يَقُمُّ الْمَسْجِدَ ( أي ينظفه ) فَمَاتَ فَسَأَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُ فَقَالُوا مَاتَ قَالَ : أَفَلَا كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي بِهِ دُلُّونِي عَلَى قَبْرِهِ ـ أَوْ قَالَ : قَبْرِهَا ـ فَأَتَى قَبْرَهَا فَصَلَّى عَلَيْهَا ” رواه البخاري ومسلم .

قال ابن حجر في فتح الباري : “وَفِي الْحَدِيثِ فَضْلُ تَنْظِيفِ الْمَسْجِدِ , وَالسُّؤَالِ عَنْ الْخَادِمِ وَالصَّدِيقِ إِذَا غَابَ .

ثم إن المسلم يكفيه لفعل الطاعة أن يعلم أنها أمر الله ورسوله ، وهذا من كمال إسلامه ، ولا بأس أن يسأل عن الحكمة أو الثواب ليطمئن قلبه .