لا بأس بتلاوة واستماع القرآن أثناء الاضطجاع على الجنب، فالله تعالى قد مدح المؤمنين بأنهم يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ، والقرآن أفضل الذكر، فما دام القارئ والمستمع متجنبا الأوضاع التي فيها استهانة بالقرآن فلا بأس.
يقول الدكتور عبد الرحمن العدوي، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر:
إن القرآن الكريم كتاب الله ـ تعالى ـ أنزله على رسوله محمد ﷺ بلسان عربي مبين، وتحدى به الإنس والجن أن يأتوا بمثله، فعجزوا، وانقطع أملهم في ذلك، قال الله تعالى : ( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا)، وقد أمر الله تعالى نبيه ﷺ والمؤمنين بتلاوة القرآن الكريم، وجعل تلاوته عبادة يثاب فاعلها، فقال جل شأنه : ( اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون).
وتلاوة القرآن الكريم لا يُشترط فيها أن يكون الإنسان قائمًا أو جالسًا أو على هيئة معينة، فيجوز للإنسان أن يقرأ القرآن وهو واقف أو جالس أو على جنبه أو مستلقيًا مادامت هيئته لا توحي بالاستهانة بما يتلوه، أو أن يكون في موضع غير طاهر أو وسط ضوضاء لا يستمع أهلها لما يُتلى من القرآن إعراضا عنه، فالمطلوب صيانة القرآن من كل ما يوحي بعدم إعطائه حقه من التكريم والتعظيم؛ لأنه كلام الله تعالى.
وكذلك يجوز للإنسان أن يستمع القرآن، وينصت له وهو راقد على جنبه مادام معطيًا القرآن حقه من الإقبال عليه، والإنصات له.
وذلك لأن القرآن الكريم أفضل الذكر، وقد أباح الله للمؤمنين أن يذكروا الله على كل حال، ووصفهم بأنهم أولو العقول الراجحة والألباب النيرة، فقال جل شأنه: ( إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب * الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض.. { فلا مانع من الاستماع للقرآن ومن تلاوته والمرء مضطجع، أو على جنبه حسب راحته مادام يعطى للقرآن حقه من الإقبال عليه، وشغل القلب بآياته التي يتلوها أو يسمعها حتى يكون ممن قال الله فيهم :( إنما المؤمنون الذين إذا ذُكر اللهُ وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانًا وعلى ربهم يتوكلون ).