تعدد الزوجات في الإسلام شرع أولا لمصلحة المرأة لا لمصلحة الرجل، ولكن جهل بعض الرجال بحكمة التعدد جعلهم يُعدِّدُون دون مبرر مشروع، ومع هذا ففطرة المرأة ترفض أن يكون لها شريك في زوجها وتضيق كل الضيق بهذا، ولكن المرأة المؤمنة تدرك أن شرع الله لا يجوز الاعتراض عليه يقول الله تعالى (فما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم).

وغيرة المرأة من الزوجة الثانية أو الثالثة أمر معروف منذ القدم، ولنا في حياة رسول الله عبرة وعظة، فقد كانت هناك غيرة بين زوجاته، وفي موقف السيدة عائشة من إطراء الرسول للسيدة خديجة، وهي في قبرها ما يدل على أن المرأة تغار من ضرتها حتى ولو كانت قد رحلت عن دنياها

ولذلك يجب على الزوجات أن يؤمن بأن زوجهن إذا كان قد تزوج على أحداهن لأمر مشروع فعليها أن تعتصم بالصبر والرضا ولها في ذلك أجر، وأن تؤمن بأن الحق تبارك وتعالى حينما شرع التعدد لم يكن يجامل الرجال على حساب النساء وإنما كان يريد للأمة أن تحيا حياة فاضلة لا تعرف فسادا في الأخلاق

والمرأة لا ينبغي أن تكون أنانية، فترفض أن تعيش معها امرأة أخرى؛ لأن ظروف المجتمع القاهرة قد تفرض التعدد وخاصة في أعقاب الحروب وموت الشباب أو إذا زادت نسبة مواليد النساء عن الرجال في بعض المجتمعات، فالمرأة خير لها أن تعيش مع نصف رجل أو ربع رجل من أن تظل طول حياتها بلا رجل، فذلك مدعاة لكثير من المشكلات الاجتماعية والأخلاقية .