تطويل الشعر جائز ، مادام هناك عناية به واهتمام بنظافته ،ومن أراد أن يطيل شعره فلا حرج ، ومن أراد أن يقصر فليقصر، فقد فعل النبي -ﷺ- كلا الأمرين .
يقول الدكتور أحمد الحجي الكردي خبير الموسوعة الفقهية الكويتية :
أطال الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم شعره مرة، وقصره مرة، لبيان الجواز، وعليه فمن أطال شعره بنية الاقتداء بالنبي صلى الله تعالى عليه وسلم فقد أجر، بشرط أن لا يتشبه بشعر النساء، وإن قصره بالنية نفسها فقد أجر أيضا، ومن أطاله بنية الموضة لم يؤجر وكذلك إذا قصره بنية الموضة لم يؤجر أيضا.انتهى
كان شعر النبي ﷺ أسود شديد السواد ، فقد جاء في وصف أم معبد للنبي ﷺ وهو من أصح ما جاء في وصفه : ” شديد سواد الشعر .
وقال علي رضي الله عنه : ” لم يكن-يعني شعر النبي ﷺ – بالجعد القطط (الملتوي الشعر شديد الجعودة) ولا بالسبط (المسترسل شديد النعومة)
و قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه أيضا: ” كان رسول الله ﷺ كثير شعر الرأس راجله”، أخرجه أحمد والترمذي وقال حسن صحيح.
و قال البراء :” له شعر يبلغ شحمة أذنيه ” .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ” كان النبي يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه، وكان أهل الكتاب يُسدِلون أشعارهم وكان المشركون يَفرقون رؤوسهم، فسدل النبي ﷺ ناصيته ثم فرق بعد “، أخرجه البخاري ومسلم.
وقال أنس بن مالك :” قبض- ﷺ – وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء .
وكان شعره ﷺ يصل إلى أنصاف أذنيه حيناً ويرسله أحياناً فيصل إلى شَحمَة أُذُنيه أو بين أذنيه و عاتقه، وغاية طوله أن يضرب مَنكِبيه إذا طال زمان إرساله بعد الحلق، وهذا يعني أنه لم يكن للنبي ﷺ حالة واحدة في تطويل أو تقصير شعره ،بل كان يفعل هذا أحيانا ، ويفعل هذا أحيانا أخرى.
و قال الإمام النووي: ” هذا، ولم يحلق النبي ﷺ رأسه (أي كله) في سِنيّ الهجرة إلا عام الحُديبية ثم عام عُمرة القضاء ثم عام حجة الوداع .
وقد ذكر أهل السير أنه لم يكن في رأس النبي صلى الله عليه و سلم شيب إلا شُعيرات في مفرِق رأسه، وكان عليه الصلاة والسلام إذا ادَّهن واراهُنَّ الدهن (أي أخفاهن)، وكان يدَّهِن بالطيب والحِنَّاء.
والمطلوب من المسلم سواء أطال شعره أو قصره ، العناية به من النظافة والاهتمام ، لأن النظافة شعار الإسلام ، كما أنه من اللازم إن أطال الإنسان شعره ألا يجعل هذا التطويل نوعا من التغريب الذي تمحى معه شخصية المسلم، وألا يكون كل همه تقليد الممثلين أو لاعبي الرياضات المختلفة، حتى لا يكون تشبها بغير المسلمين أو ممن اشتهر بعصيانه من المسلمين ، وذلك أن الإسلام يربي أبناءه على التبعية لله تعالى ، والحرية من أسر الشهوات والتقليد الأعمى الذي يضر.
وكما جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه : لا يتبعن أحدكم دينه رجلا ، إن آمن آمن ، وإن كفر كفر ، فإنه لا أسوة في الشر.
وهذا يعني أن يكون المسلم ذا عقلية مستقلة ، تستقي ما تفعله وفق منهج الله الذي رسمه لعباده ، بما فيه من يسر وسماحة ، وتميز في العقيدة والسلوك.
فمن أطال شعره اقتداء بالنبي ﷺ أجر، ومن فعله تقليدا لغيره، فهو ونيته ،وكما جاء في الحديث:”إنما الأعمال بالنيات”.