ركوب المرأة بمفردها مع زميلها في سيارته الخاصة هي من الخلوة المحرمة، وعليها إذا احتاجت الركوب ألا تكون هناك خلوة، فتكون معها زميلتها مثلا.
فوجود ثالث معهما يقطع الخلوة، وإذا اضطرت للركوب معه فلتجتهد على ألا يكون هناك حديث بينهما حتى لا يتسلل الشيطان لهما من هذا الحديث.
يقول الشيخ عطية صقر ـ رحمه الله تعالى – :
الأحاديث كثيرة فى النهى عن عدم خلوة المرأة برجل أجنبى عنها لخطورتها، ومنها ما رواه البخارى ومسلم : “لا يخلون أحدكم بامرأة إلا مع ذى محرم”. وما رواه الطبرانى : “إياك والخلوة بالنساء، فو الذى نفسى بيده ما خلا رجل بامرأة إلا دخل الشيطان بينهما”.
إن الغريزة الجنسية تتحين أية فرصة للاستجابة لرغبتها، ومن أجل ذلك حرم الإسلام النظر واللمس والخضوع بالقول، والخلوة، إن فرص الخلوة بين الجنسين كثيرة فى هذه الأيام، فقد تكون فى البيوت والفنادق والمكاتب ودواوين القطارات المغلقة، والسيارات الخاصة والمصاعد الكهربائية، حتى فى الأماكن الخلوية البعيدة عن الأنظار.
إن مجرد الخلوة حرام حتى لو لم يكن معها سفور أو كلام مثير، والخلوة لا تجوز إلا للضرورة، وليس من الضرورة كسب العيش بالعمل الذى يستلزمها ولو فى بعض الأحيان، كما أنه ليس من الضرورة خلوة المدرس الخصوصي بالمتعلمة، فقد يكون الشيطان أقوى سلطانا على النفس من العلم، ومن مأثور السلف قول عمر بن عبد العزيز : “لا تخلون بامرأة وإن علمتها سورة من القرآن”. (المستطرف ج 2 ص 2)
وليس من الضرورة خلوة المخدومة بخادمها، أو المخدوم بخادمته، فكم من مآسٍ ارتكبت بسبب ذلك، وليس هؤلاء الخدم مملوكين ملك اليمين، حتى يكون لهم مع سادتهم وضع خاص، بل هم أجانب تجرى عليهم كل أحكام سائر الناس.
وفى حكم الخلوة سائقو السيارات الخاصة، المترددون على النساء كثيرا فى البيوت، دون أن يكون هناك من يخشى معهم السوء.
كما لا تتحقق الخلوة فى الشوارع والمحال التجارية والمواصلات التى تغص بالرجال والنساء، وإنما المطلوب هو الحشمة فى الملابس والأدب فى الكلام، وعدم الاحتكاك بين الطرفين، وبخاصة فى الزحام، وحديث الطبراني يقول : “لأن يزحم رجل خنزيرا متلطخا بطين أو حمأة خير له من أن يزحم منكبه منكب امرأة لا تحل له”. وحديثه أيضا : “أن يطعن فى رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له” وحديث البيهقي : “إذا استقبلتك المرأتان فلا تمر بينهما، خذ يمنة أو يسرة”.