يقول فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي :
السعي إلى وحدة المسلمين في صيامهم وفطرهم، وسائر شعائرهم وشرائعهم، أمرٌ مطلوب دائما، ، فعلى الأقل يجب أن نحرص على الوحدة الجزئية الخاصة بين أبناء الإسلام في القطر الواحد .
فلا يجوز بأن ينقسم أبناء البلد الواحد، أو المدينة الواحدة، فيصوم فريقٌ اليوم على أنه من رمضان، ويفطر آخرون على أنه من شعبان، وفي آخر الشهر تصومُ جماعة، وتعيد أخرى، فهذا وضع غير مقبول .
فمن المتفق عليه أن حكم الحاكم، أو قرار ولي الأمر يرفع الخلاف في الأمور المختلف فيها .
فإذا أصدرت السلطة الشرعية المسئولة عن إثبات الهلال في بلد إسلامي ــ المحكمة العليا، أو دار الإفتاء، أو رئاسة الشؤون الدينية، أو غيرها ــ قرارها بالصوم أو بالإفطار، فعلى مسلمي ذلك البلد الطاعة والالتزام ؛ لأنها طاعة في المعروف، وإن كان ذلك مخالفا لما ثبت في بلد آخر، فإن حكم الحاكم هنا رجح الرأي الذي يقول : إنَّ لكل بلد رؤيته. انتهى كلام الشيخ.
وإذا كانت الجمعية الإسلامية في بلد أجنبي تعتمد على الحسابات الفلكية فيجب التقيد بأحكامها ، فقد تقدم علم الفلك تقدما هائلا يكاد يكون الخطأ معه مستحيلا، فالخطأ في علم الفلك الآن بنسبة 1 إلى 100000 خطأ في الثانية الواحدة.
وأما إذا كانت الجمعية الإسلامية ترتب الشهور على وضع ما دون الرجوع إلى الرؤية البصرية ولا إلى علم الفلك فيكون اتباعها هنا ضربا من التضليل والإضلال ، ولسنا نعلم له مرجعا إلا ما جاء عن شيخ الإسلام ابن تيمية من أن من رأى الهلال وحده دون بقية أهل البلد فإنه لا يصوم لرؤيته، ويصوم مع الناس لقوله ﷺ : ” ” صومكم يوم تصومون وفطركم يوم تفطرون وأضحاكم يوم تضحون” رواه الترمذي، وصححه الشيخ الألباني .
وحينئذ ننصح باتباع أي دولة ترى الهلال، فمتى رؤي الهلال في بلدة تشترك في جزء من الليل مع أي دولة أجنبية أخرى يعيش فيها المسلمون فعلى المسلمين أن يتبعوها سواء أكانت هذه البلدة ماليزيا أو السعودية أو غيرهما. وهذا ( نعني توحيد المطالع) ما قضى به مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي .