يقول الدكتور الشيخ يوسف القرضاويفي كتابه فقه الطهارة:
لا ينبغي للمسلم أن يستمر على الجنابة، ويؤخر الغسل لغير عذر، تهاونا وكسلا، ويتخذ ذلك عادة، وبذلك يؤخر الصلاة عن وقتها. وهو الذي جاء فيه الحديث الذي رواه ابن عباس مرفوعا: “ثلاثة لا تقربهم الملائكة: الجنب، والسكران، والمتضمخ بالخلوق “.
وليس المراد كل جنب، فإن الجنابة إذا كانت من المعاشرة الحلال: ممدوحة شرعا، وفي الصحيح: “وفي بضع أحدكم صدقة. قالوا: أيأتي أحدنا شهوته، ويكون له فيها أجر؟ قال: “أليس إذا وضعها في حرام كان عليه وزر، فكذلك إذا وضعها في حلال كان له أجر” رواه مسلم. وقد ثبت أن النبي ﷺ طاف على نسائه بغسل واحد .
قال المنذري الذي روى الحديث في كتابه (الترغيب والترهيب) تحت عنوان: الترهيب من تأخير الغسل لغير عذر: المراد بالملائكة هنا الذين ينزلون بالرحمة والبركة، دون الحفظة، فإنهم لا يفارقونه على حال من الأحوال .
والمتضمخ بالخلوق: المتلطخ به، وهو طيب له صبغ يتخذ من زعفران ونحوه، تغلب عليه الحمرة والصفرة، ويستخدمه النساء. وذمه هنا في حق الرجال، لما فيه من الترف والنعومة والتشبه بالنساء .