القول بوجوب تأخير الفطر حتى يقول المؤذن الشهادتين هذا الكلام لا أساس له من الصحة، بل إنه يستحب للصائم أن يعجل بالفطر بمجرد أن يسمع “الله أكبر” فتعجيل الفطر وتأخير السحور هو سنة نبينا ﷺ.
يقول الأستاذ الدكتور أحمد يوسف سليمان :
إذا أكل الصائم أو شرب بعد غروب الشمس، وعند التكبير لأذان المغرب، فصومه صحيح لقوله –تعالى-: “ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ” (البقرة: 187)، والمراد بالليل غروب الشمس، فقد روى البخاري في الصحيح وغيره بسنده عن ابن عمر –رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله – ﷺ- يقول: “إذا أقبل الليل، وأدبر النهار، وغابت الشمس فقد أفطر الصائم”، بل إن من السنة تعجيل الفطر إذا تأكد الصائم من دخول وقت المغرب، فقد جاء في الصحيحين أن النبي –ﷺ- قال: “لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر.
كما روى أحمد والترمذي من أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله – ﷺ- قال: “يقول الله -عز وجل- إن أحب عبادي إليّ أعجلهم فطرا” وقال الترمذي: حديث حسن غريب.
وكان النبي -ﷺ- يفطر على رطب، فإن لم يجد أفطر على تمر، فإن لم يجد أفطر على الماء، وصح عنه -قوله- ﷺ-: “إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر، فإن لم يجد فليفطر على ماء فإنه طهور” رواه الخمسة إلا النسائي، وفي حديث أنس ذكر الرطب قبل التمر.
ومن الأدعية المأثورة عند الإفطار عن النبي – ﷺ- أنه كان إذا أفطر قال: “اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله” رواه أبو داود، والنسائي، والحاكم، والدار قطني وغيرهم عن ابن عمر -رضي الله عنهما-.
وكان سيدنا ابن عمر -رضي الله عنهما- إذا أفطر يقول: “اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي ذنوبي”. رواه ابن ماجه، مع ما عرف عن سيدنا عبد الله بن عمر من حرص على الاقتداء بالنبي – ﷺ- في كل شيء من عبادته وهديه وسمته.