المرض الذي يبيح الفطر هو الذي يعجز صاحبه عن الصيام معه، أو يخشى من الصوم زيادة المرض، أو يخشى تباطؤ الشفاء، والذي يقرر ذلك الطبيب المسلم وعلى المريض أن يقضي ما فاته إن كان المرض طارئا ، وإذا كان مرضا مزمنا فعلى المريض أن يطعم عن كل يوم مسكين.
ويقول فضيلة الدكتور أحمد طه ريان:
يقول الله سبحانه وتعالى: ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) البقرة : 185، فالنص الكريم صريح في التخفيف عن المريض، والمسافر، حيث رخص لهما في الفطر، وعليهما إذا صح المريض، وعاد المسافر، أن يصوما بدلاً من الأيام التي أفطرا فيها، وقد قال تعالى: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) الحج : 78.
إلا أن المرض الذي يرخص فيه بالفطر في رمضان، هو الذي يعجز صاحبه عن الصيام معه، أو يخشى من الصوم زيادة المرض، أو يخشى تباطؤ الشفاء، كما يُرخص للصحيح إذا خشي من الصوم الوقوع في المرض أن يفطر، إلا أن المعوَّل عليه في تحقيق هذه الرخصة لكل واحد من هؤلاء هو قول طبيب مسلم ملتزم، وليس لكل أحد أن يعطي الرخصة لنفسه، إلا إذا كانت قد سبقت له خبرة وتجربة بهذا المرض، كمرض الكُلى، أما غير هؤلاء فلابد من الرجوع إلى قول الطبيب المسلم الملتزم.
إلا أن هؤلاء المرضى يختلفون في إيجاب القضاء عليهم؛ فإن من كان منهم مرضه طارئ ومؤقت، ومرجوّ البرء منه، فإنه يجب عليه القضاء قبل أن يمر عليه رمضان آخر، فإن أخر القضاء حتى مر عليه رمضان آخر، وجب عليه أن يقدم فدية، وهي طعام مسكين، مع قضاء كل يوم إلا في حالة استمرار المرض إلى رمضان ، فإنه يقضي ولا شيء عليه.
وأما أصحاب الأمراض المزمنة التي لا يُرجى منها البرء، أو يرجى منها البرء، ولكن مع استمرار تعاطي الأدوية بصفة دورية تتعارض مع وقت الصيام، فإنهم يعاملون معاملة كبار السن، الذين لا يستطيعون الصيام، أو يستطيعونه بمشقة بالغة، فإنهم يترخص لهم في الفطر، ولا قضاء عليهم لعدم الاستطاعة، ولكن عليهم أن يقدموا عن كل يوم طعام مسكين.