المذي: ماء أبيض رقيق لزج، لا يخرج إلا عند التفكير في الجماع ، أو النظر إلى ما يستثير الشهوة ، أو التفكير في كل ما يهيج الشهوة ، فالمذي لا ينزل إلا في وقت الشهوة ، صحيح أن نقطة المذي نفسها لا تشعر صاحبها بمزيد من الشهوة ، إلا أن الجو العام جو شهوة واستمتاع .
وللفقهاء في كيفية تطهيره مذهبان:
المذهب الأول: أنه يطهر بالغسل كغيره من النجاسات.
المذهب الثاني: أنه ينضح أي يرش، ولا توجد كمية معينة للماء الذي يرش به.
ولعل الراجح في المسألة هو أن من كان وضعه طبيعاً، فالأولى في حقه الأخذ بالمذهب الأول؛ لأنه الأرجح والأحوط، أما من كان يجد المشقة في غسله، فليأخذ بالمذهب الثاني، لما رواه الترمذي من حديث سهل بن حنيف رضي الله عنهـ قال: كنت ألقى من المذي شدة، وكنت أكثر منه الاغتسال، فذكرت ذلك لرسول الله ﷺ، فقال: “إنما يكفيك من ذلك الوضوء”، فقلت يا رسول الله كيف بما يصيب ثوبي؟ قال: “يكفيك أن تأخذ كفا من ماء فتنضح به ثوبك، وحيث ترى أنه قد أصاب منه”، وهذا عن المذي الذي أصاب الثوب.
أما خروج المذي فيلزم منه غسل جميع الذكر، هذا هو الراجح، ومن أهل العلم من طالب معه بغسل الأنثيين ( أي الخصيتين)، فإذا كان نزول المذي مما يشق التحرز منه، فنرى أنه يكفي أن ينضح (يرش) المكان الذي غلب على ظنه أنه قد أصابه المذي وهذا يكفيه، وإن كان الأحوط الغسل، وأما غسل الذكر فقط من المذي فإنه يكفي، وإن غسل معه الأنثيين كان أحوط.