حكم الصلاة على النبي ﷺ:
أولها: قول ابن جرير الطبري إنها من المستحبات، وادعى الإجماع على ذلك.
ثانيها: مقابله وهو نقل ابن القصاد وغيره، الإجماع على أنها تجب في الجملة بغير حصر لكن أقل ما يحصل به الإجزاء مرة.
ثالثها: تجب مرة في العمر في صلاة أو غيرها وهي مثل كلمة التوحيد، قال أبو بكر الرازي من الحنفية، وابن حزم وغيرهما، وقال القرطبي المفسر: لا خلاف في وجوبها في العمر مرة وأنها واجبة في كل حين وجوب السنن المؤكدة.
رابعها: تجب في القعود آخر الصلاة بين قول التشهد وسلام التحليل.. قاله الشافعي ومن تبعه.
خامسها: تجب في التشهد وهو قول الشعبي وإسحاق بن راهوية.
سادسها: تجب في الصلاة من غير تعيين المحل. نقل ذلك عن أبي جعفر الباقر.
سابعها: يجب الإكثار منها من غير تقييد بعدد. قاله أبو بكر بن بكير من المالكية.
ثامنها: كلما ذكر النبي ـ ﷺ ـ قاله الطحاوي وجماعة من الحنفية: والحليمي وجماعة من الشافعية، وقال ابن العربي من المالكية، إنه الأحوط وكذا قال الزمخشري.
تاسعها: في مجلس مرة، ولو تكرر ذكره مرارًا. حكاه الزمخشري.
عاشرها: في كل دعاء حكاه أيضاً.
وحكم السلام كحكم الصلاة .
معنى الصلاة على النبي ﷺ:
فيقول الله تعالى: “إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليمًا” (الأحزاب: 56) فمعنى صلاة الله على النبي ـ ﷺ ـ هي ثناؤه سبحانه وتعالى عليه ـ ﷺ ـ ، وتكريمه في الدنيا برفع ذكره وفي الآخرة بتشفيعه، وقال القشيري: صلاة الله على النبي ـ ﷺ ـ رحمة، واعترض بعض العلماء على ذلك .
أما الملائكة فصلاتهم على النبي ـ ﷺ ـتعني الدعاء له والاستغفار، وقيل: الصلاة من الملائكة طلب الزيادة لرسول الله ـ ﷺ ـ .
أما صلاة المؤمنين: فهي دعاء من المؤمنين إلى الله تعالى أن يصلي على رسول الله ـ ﷺ ـ وهي منا طلب لعلو أمره، ورفع مكانته، وفيها إظهار لفضله وشرفه، والمؤمنون أحق الناس بالصلاة على رسول الله ـ ﷺ ـ لما نالهم ببركة رسالته من الخير. ولما يعود عليهم من الخير إذا هم صلوا عليه ـ ﷺ ـ.
والسلام بمعنى التحية والانقياد والإذعان وترك المخالفة، قال تعالى: “فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجًا مما قضيت ويسلموا تسليمًا” (النساء: 65)
ولعل سائلا يسأل لماذا أكد الله السلام بقوله تعالى: “وسلموا تسليمًا” ولم يؤكد الصلاة عليه ـ ﷺ ـ حيث قال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه” ؟ قيل لأن الصلاة مؤكدة بإعلام الله له سبحانه وتعالى وملائكته يصلون على النبي ـ ﷺ ـ ولم يرد ذلك بالنسبة للسلام في هذه الأية.