يقول الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق-رحمه الله-:
لم يشترط الإسلام للزواج سنًّا معينة، ولقد ترك تحديد السن إلى التقاليد المستقيمة ، والعُرْف السليم ، دون أن يُبطل العقد في أي سِنٍّ كان ، ودون أن يُحَرِّمه في أية مرحلة من مراحل العمر .
ولكن الإسلام مع ذلك حرَّم الضرر الذي يُلحقه شخص بآخر متعمدًا ، والقاعدة الإسلامية العامة الشاملة هي: لا ضرَر ولا ضِرار.
وبحسب هذه القاعدة يَحْرُم تزويج البنت الصغيرة في السن إذا ألحق ذلك بها ضررًا دون أن يُبْطِل ذلك العقد، ويَصِح تزويج البنت التي لم تبلُغ الخامسة عشرة ، من الناحية الشرعية سواءً أكان والدها حيًّا أم ميتًا .
بيد أن العُرْف السليم ، والأوضاع المستقيمة ، التي لا يَأْبَاها الشرع ، ترى أن حكمة الزواج تتمثَّل في أمور منها :
1- عِفَّة النفس وصَوْنها عن الإثم بالنسبة للفتى والفتاة .
2- قيام الزوجة على تدبير شئون المنزل الداخلية .
3- ومنها : إنجاب الذرية والقيام على تربيتها تربية تجعل منها لَبِنات صالحة في بناء المجتمع .
وكل ذلك ، بل بعض ذلك ، لا يتأتَّى أبدًا حينما تكون الفتاة في سِنٍّ صغيرة ، وقد حدَّدت المجتمعات الناهضة سنَّ الزواج بستَ عشرةَ سنة ، وهي سن مناسبة .