أجمع العلماء على أنه يحرم على غير المسلم أن يتزوج بمسلمة لأن القوامة تكون للزوج، فإذا دخل بنية الزواج فقط دون أن يعرف عن الإسلام شيئا فإسلامه باطل عند الله وإن كان إسلامه صحيحا حسب الظاهر لأن النية أمر خفي لا يعلمه إلا الله والأولى عدم الزواج به لأن هذه مخاطرة ربما تندم المرأة عليها بعد ذلك.
ولكن إذا أسلم الشاب من أجل الله تعالى واقتناعا بالإسلام وحسن إسلامه فلا حرج في الزواج منه وعلى أن تكون المرأة عونا له على الطاعة، وإن قصر فإنما يبوء بإثمه على نفسه.
يقول فضيلة الشيخ إبراهيم جلهوم – من علماء الأزهر-:
أجمع أهل العلم على أنه لا يحل لمسلمة أن تتزوج غير مسلم، سواء أكان مشركا أو كان يهوديا أو نصرانيا، ودليلهم في ذلك قول الحق سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُم مَّا أَنفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَن تَنكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ). (الممتحنة: 10)
وحكمة ذلك أن للزوج حق القوامة على زوجته، وأن عليها أن تطيعه فيما يأمرها به من معروف، وذاك معناه الولاية والسلطان عليها، وما كان لغير مسلم أن يكون له ولاية أو سلطان على مسلمة، يقول تعالى: (وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً) (النساء : 141) ثم إن غير المسلم لا يعترف بدين المسلمة، وإنما هو مكذب بكتابها، وجاحد لرسالة نبيها ـ ﷺ ـ ولا يمكن أبدا لبيت أن يستقر، ولا لمعايشة أن تستمر مع ذلك الخلاف الواسع، والبون الشاسع .
لكن غير المسلم إذا شرح الله صدره للإسلام، فأسلم وحسن إسلامه، فقد صار في عداد المسلمين، وله الحق حينئذ أن يتزوج من بناتهم، فالإسلام جب ما قبله وتأسيسا على هذا، فإذا أسلم الشاب بحق، ومارس شعائر الدين بصدق فإن للمسلمة أن تتزوجه، فقد صار من أبناء دينها القويم، وهدي إلى صراط المستقيم ثم هو بعد إسلامه عليه ككل مسلم أن يقيم الفرائض الإسلامية، وأن يلتزم الحدود والأحكام فإن فعل فله ثوابه وجزاؤه، وإن قصر فمسئول عن تقصيره، وما عليك بعد إسلامه والزواج به إلا أن توجهيه وترشديه، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل أ.هـ