ننظر إلى الموضوع نظرة موضوعية ومنطقية ، ونبحث معاً هل العتاب كما يقولون : إقلال من قدره صلى اللّه عليه وسلم.وبداية ، هل هذا الأعمى الذى جاء للرسول صلى اللّه عليه وسلم ليسأله مؤمن أم غير مؤمن؟
إن الأعمى الذى جاء يسأل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم رجل مؤمن ، جاء ليستفسر عن أمر من أمور دينه ، وهل الرد على استفسار من رجل مؤمن أمر سهل أم أمر صعب لا شك أن الرد على رجل مؤمن أمر سهل ، ولقد كان هذا الرجل يسأل عن أمر بينما الرسول عليه الصلاة والسلام منشغل بمناقشة صناديد الكفر والرد عليهم ، وهذا لا شك أمر صعب عليه من الأول ، إذن فإن اللّه سبحانه وتعالى يقول لنبيه : لماذا تتعب نفسك مع هؤلاء الكفار ، وتضيع وقتك معهم ، وهذا أمر مرهق ومتعب لك ؟
إذن فاللّه سبحانه وتعالى [ لا يعاتب النبى لأنه غاضب عليه ، بل لأنه غاضب له ] فكأن الحق سبحانه وتعالى يعتب لصالح محمد صلوات اللّه وسلامه عليه.
ولننظر فى مجال عتاب آخر عندما قال جل شأنه { لِم تُحرم ما أحل اللّه لك } هنا يسأل اللّه تبارك وتعالى رسوله عليه الصلاة والسلام : لماذا تضيق على نفسك ؟
أفى هذا شىء يضر الرسول صلى اللّه عليه وسلم ويضيق عليه ، أم أنه يسهل له ، ويوسع عليه ؟ ونقرب المعنى بمثال إن كان للإنسان ولد أو أخ مجتهد يبذل فى مذاكرته جهداً مضاعفاً ، فهو بالمدرسة صباحاً ، ويسهر ليله للمذاكرة ، ولمراجعة دروسه ، وعندئذ تلومه على ما يبذل من جهد شاق حرصا عليه ، وحباً له ، وتقديراً لتحمله المسئولية ، ولا يكون عتابك هنا بسبب تقصيره فى أداء واجبه ، فاللوم والعتاب وقع ولكنه أتى للتخفيف ، وليس للتضييق والأمر فيهما مختلف تماماً.