الحج هو الركن الخامس من أركان اللإسلام، وهو اتجاه المسلمين إلى مكة في وقت معين من العام مؤدين شعائر الحج بترتيب وكيفية محددة تُسمى مناسك الحج،والحج فرض عين واجب على كل مسلم عاقل بالغ وقادر؛ فهو أحد أركان الإسلام الأساسية، يقول رسول الله ﷺ :”بُني الإسلام على خمس: شهادة أنّ لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، إقام الصلاة، إيتاء الزكاة وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلًا.”
أركان الحج الإحرام، الوقوف بعرفة، وطواف الزيارة، أو طواف الإفاضة، والسعي، وقد اتفق العلماء على استحباب الغسل عند إرادة الإحرام لحج أو عمرة، أو بهما معًا، ويستوي في هذا الحكم الرجل والمرأة، سواء إن كانت المرأة حائضة أم نفساء، لأن المقصود من إقامة هذه السنة النظافة، ويشرع الغسل لسبعة مواطن: للإحرام، ودخول مكة، والوقوف بعرفة، والوقوف بالمزدلفة، ورمي الجمرات الثلاث، لأن هذه المواضع اجتمع لها الناس فاستحب لها الاغتسال، والدليل على مشروعية الغسل للحائض والنفساء إذا أهلّتا بالحج أو العمرة ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما من أن النبي (ﷺ) قال: “النفساء والحائض تغتسل وتحرم وتقضي المناسك كلها غير ألا تتطوف بالبيت”.
وقد أمر النبي (ﷺ) عائشة أن تغتسل بإهلال الحج وهي حائض، وللمرأة الحائض أو النفساء أن تقوم بجميع أركان الحج ما عدا الطواف، لأن الطواف كالصلاة يشترط له الطهارة.
وقد اختلف الفقهاء في اشتراط الطهارة لصحة الطواف:
فذهب الحنفية إلى صحة الطواف بدون الطهارة للمرأة التي تكون مرتبطة بجماعة، ولا تستطيع أن تمكث في مكة حتى تطهر وتطوف، وذلك من باب التيسير والتخفيف، ويجب عليها أن تذبح لبنة.
وذهب جمهور الفقهاء الشافعية والمالكية والحنابلة إلى أن الطهارة شرط لصحة الطواف.
والأصح في هذه المسألة، مذهب أبي حنيفة القائل بصحة طوافها بالحيض والنفاس؛ نظرًا للتيسير الذي تقوم عليه الشريعة الإسلامية بأدلة كثيرة.