المفروض أن تكون الأمور بين الزوجين كما قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: “فإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا”.
والأصل أن النزاعات والخلافات الزوجية ينبغي أن تكون في أضيق الحدود، لكن قد يضطر الزوج أو الزوجة أحيانًا إذا تعذرت الأمور أو تعسرت إلى نقل النزاع إلى ساحات المحاكم للفصل فيه،والمحاكم إنما جعلت من أجل هذا.
وينبغي على الزوج والزوجة كذلك ألا يصل بهما النزاع إلى ساحات المحاكم، والزوج الذي ينذر زوجته عن طريق المحكمة لطاعته، قد يكون مضطرا إلى هذا، فإذا كان مضطرا فلا حرج عليه، وإنما الحرج على من اضطره إلى هذا، وكما يقولون المضطر يركب الصعب.
لكن نحن نوصي بالتريث والصبر وعدم نقل النزاع إلى ساحات المحاكم؛ لأنها تورث الضغينة، وتعمل على تعميق هوة الخلاف، وكلما أمكن حل النزاع في أضيق الحدود كان ذلك أفضل وأقرب للمودة بين الزوجين.
وعلى الزوج أن يبحث عن أهل الخير ممن يعينونه على إقناع زوجته بالعودة لبيتها، وعليه أيضا بالدعاء والطلب من الله سبحانه وتعالى أن يوفق الله بينهما، وأن يكون طلبه منها وممن يعينونه على إقناعها أن يكون كلامهم بالحسنى واللين والكلام الطيب، لا أن يكون بالشد والجذب حتى تتسع دائرة النزاع ولا يستطيعون حله، قال تعالى : “إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا”.