كان مالك بن أنس كغيره من الأطفال يحب اللعب؛ فشغله عن العلم قليلاً فسأله أبوه يومًا في مسألة وكان معه أخوه النضر، وأخطأ مالك؛ فغضب والده، فكان ذلك سببًا في اجتهاده في العلم، فذهب من فوره إلى ابن هرمزأحد مشايخ عصره، فأخذ عنه العلم سبع سنوات، حتى قال عنه يومًا: ذلك عالم الناس !!

ثم ذهب إلى نافع مولى عبد الله بن عمر، فأخذ عنه أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ثم لازم المحدث ابن شهاب الزهري، وحرص ألا يفوته درس من دروس هذا الشيخ، حتى يوم العيد نفسه.
عالم المدينة:
ولم يكن بالمدينة عالم من بعد التابعين كمالك في العلم والفقه، ولم يجلس للفتوى حتى شهد له سبعون من عظام العلماء أنه أهل لذلك.
واشتهر مالك بكتابه الموطأ وهو كتاب حديث وفقه معًا، وقد عمل فيه نحو أربعين عامًا، والإمام مالك مؤسس المذهب المالكي. وقد مات بالمدينة سنة 179 هـ.

الإمام مالك بن أنس

مولد الإمام ونشأته:
ولد الإمام سنة 93 هـ بالمدينة المنورة ونشأ في أسرة تشتغل بالعلم، فجده: مالك بن أبي عامر من كبار التابعين؛ فشجعه ذلك على حفظ القرآن الكريم، فأتم حفظه وأتقن تلاوته، لكنه لم يكتف بذلك ،بل إنه أراد حفظ أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب إلى أمه وقال لها: يا أماه إني أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأريد أن أحفظ أحاديثه، فكيف لي بذلك ؟! ابتسمت أمه، وضمته إليها، ثم ألبسته ثيابًا جميلة وعممته وقالت له: اذهب إلى ربيعة الرأي– وكان فقيهًا كبيرًا- وتعلم من أدبه قبل علمه. فكان يتسمع إلى شيخه وينهل من علمه، وبعد انتهاء الدرس يسرع بالجلوس تحت ظلال الأشجار ليحفظ ما سمعه من معلمه؛ حتى لا ينساه، وقد رأته أخته ذات مرة وهو على هذه الحال؛ فذهبت إلى أبيها وقصت عليه ما شاهدته، فقال لها: يا بنيتي إنه يحفظ أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.