من السنة أن يقوم الخطيب بأداء خطبة الجمعة والصلاة، إلا إذا كان هناك عذر فلا كراهة في ذلك ، والجلوس بين الخطبتين مختلف في حكمه، بين الوجوب وعدمه ،فإن نسي الخطيب الجلوس بين الخطبتين صحت الصلاة مع الكراهة .
يقول الدكتور عبد الرحمن العدوي الأستاذ بجامعة الأزهر:
إن الخطبة من شروط صحة صلاة الجمعة، وتكون قبل الصلاة كما فعلها رسول الله ـ ﷺ ـ كان يخطب قائما ويجلس بين الخطبتين ثم يقوم فيخطب الخطبة الثانية، وبعد الانتهاء من الخطبة يصلي بالناس ويجلس بين الخطبتين ركعتين هذا فعل رسول الله ـ ﷺ ـ وقد قال: “صلوا كما رأيتموني أصلي”.
فالسنة أن يتولى الصلاة من يتولى الخطبة؛ لأن النبي ـ ﷺ ـ تولاهما بنفسه وكذلك خلفاؤه من بعده، وإن خطب رجل وصلى آخر فإن كان لعذر جاز عند جمهور الأئمة، أما إذا كان بغير عذر فقد قال أحمد: لا يعجبني ذلك من غير عذر فيحتمل المنع؛ لأن النبي ـ ﷺ ـ كان يتولاهما؛ ولأن الخطبة أقيمت مقام ركعتين، ويحتمل الجواز لأن الخطبة منفصلة عن الصلاة وأشبهتا صلاتين، واشترط الإمام مالك أن يكون الخاطب هو الإمام إلا لعذر وبه قال الشافعي.
وعلى هذا فإنه من السنة أن يتولى الخطبة والجمعة واحد ولا ينيب غيره في الصلاة إلا لعذر يمنعه من أدائها.
أما الجلوس بين الخطبتين فهو من سنة رسول الله ـ ﷺ ـ وفعله وليس واجبا في قول أكثر أهل العلم، وقال الشافعي: الجلسة بين الخطبتين واجبة؛ لأن النبي ـ ﷺ ـ كان يجلسهما، وعلى القولين لو نسي الخطيب الجلوس بين الخطبتين فلا شيء عليه وخطبته صحيحة وصلاته صحيحة كذلك.