العبادة تعني الاستجابة التامة لأمر الله ورسوله (يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلَّرُسُولِ إذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْييكُمْ).
وعلى ذلك فالمسلم الذي يريد كيفية العبادة الصحيحة أمامه قَوْلُ رسول الله وفِعْلُ رسول الله وتقريرُ رسول الله، لا يزيد ولا ينقص (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) ويقول سيدنا رسول الله ﷺ: “خُذُوا عنِّي مناسكَكُم”.
فما السُّنَّة في الفِطْرِ؟
كيف كان الرسول ـ عليه السلام ـ يفعل؟
كان ـ عليه السلام ـ إذا تحقَّقَ الغروب عَجَّل بالفطر قبل الصلاة، هذا فعله ـ ﷺ ـ فماذا عن قَوْلِه؟
روى سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي ـ ﷺ ـ قال: “لا يزال الناسُ بخير ما عجَّلُوا الفِطْرَ” رواه البخاريّ.
فيُسْتَحَبُّ للصائمِ بعد تحقُّق غروب الشَّمْسِ وقبل الصلاة أن يُفْطِر، وليس المقصود بالفطر الجلوسَ إلى المائدة ومَلْءَ البطنِ، إنَّمَا المقصودُ أن يتناول شيئًا كالرُّطَب أو شُرْبُ حُلْوٍ أو ماءٍ، ويُنْدَب أن يُفطر على رُطب يتناول منه وترًا ثلاثًا أو خمسًا أو أكثر، فإن لم يكن فشيءٌ حُلْوٌ، فإن لم يكن فالماءُ.
وبهذا يتبيَّن أنَّ إمامة الذي لا يُفطر قبل صلاة المغرب صحيحة، ولكنّ الأوْلَى والمسنون أنْ يُصَلِّيَ عَقِبَ الفِطْرِ الخفيف كما بيَّنَّا، وليست العبرة بعدمِ الانشغال إنما العبرة بالاقتداء بالرسول وطاعته (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أطَاعَ اللهَ).