إمامة من به عيب في نطق بعض الحروف تصح عند جميع الفقهاء لمثله، وأما إمامته لصحيح النطق فتصح عند بعض الفقهاء، وذلك لأنه غير متعمد في عدم مراعاة المخارج ، وله عذره في ذلك.
يقول الشيخ عطية صقر– رحمه الله تعالى -:
وأما حكم من بَدّل حرفًا بحرف في القرآن وهو يصلي، فقد قال العلماء: إذا كان معتمِّدًا لهذا الإبدال وهو يعرف الفرق بينهما حرُم عليه ذلك، بل قال بعضهم بكُفره، لأنه تغيير للقرآن الكريم، وبالتالي تكون صلاته باطلة ولا تصحُّ إمامته. أمّا إن كان غير مُتعَمِّد فيجب عليه أن يجتهد لمعرفة النطق الصحيح للحرف، فإن قَصَّر مع قدرته على ذلك بَطَلَت صلاته وإمامته. فإن عجز ولم يستطع إصلاح نطقه صحَّت صَلاته وإمامته كما قال جمهور الفقهاء.
والمالكيّة قالوا: الألثغ ـ وهو مَنْ يُبدِل السّين ثاءً، أو الزّاي ذَالاً ـ وكذلك التّمْتام الذي يكرِّر التاء في كلامِه، والفَأْفاء الذي يكرِّر الفاء، والأرتّ الذي يأتي بإدغام في غير موضعِه، كأن يقول “المُتّقيم” بدل “المُستقيم” ونحوهم مِن كُلّ مَن لا يَستطيع النُّطق ببعض الحروف أو يُدغِم حرفًا في غير إمامته وصلاته صحيحتان حتى لو كان المقتدي به سالمًا من هذا النقص ولو وجد من يعلِّمه وقَبِلَ التعليمَ ولم يَستعصِ عليه واتّسع الوقتُ له، ولا يجب عليه الاجتهاد في إصلاح لسانه على الراجح ” كتاب الفقه على المذاهب الأربعة نشر أوقاف مصر. (انتهى).