أصحاب السنة والجماعة هم الذين يعملون بكتاب الله، وسنة رسوله ، ويتمسكون بهما ويدعون إليهما، وهم أصحاب النبي وأتباعهم بإحسان، هؤلاء هم أهل السنة، الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم ومن سار في ركابهم واتبع طريقهم قولًا وعملًا، وعظم الكتاب والسنة واحتج بهما واعتمد عليهما، هذا هو صاحب السنة.

من هم أهل السنة:

-الذين يأخذون بكتاب الله وسنة رسوله ويعتمدون عليهما.

-ويتبعون من سلك هذا السبيل من أصحاب رسول الله وأتباعهم بإحسان. كمالك والشافعي وأحمد والثوري والأوزاعي ومن تبعهم بإحسان،

-الذين وحدوا الله سبحانه واعتقدوا أنه المستحق للعبادة، وآمنوا بأسمائه وصفاته، ووصفوه بها جل وعلا من غير تحريف ولا تمثيل ولا تكييف ولا تمثيل، وحدوا الله واستقاموا على دينه، وآمنوا به وبصفاته، وخصوه بالعبادة، وآمنوا بأنه رب العالمين وخالقهم، وبأنه سبحانه ذو الأسماء الحسنى والصفات العلى قال تعالى: ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) [الشورى:11]، وخالفوا الجهمية والمعتزلة والرافضة وغيرهم من أهل البدع، هؤلاء هم أهل السنة الذين تبعوا الصحابة واستقاموا على طريق الصحابة قولاً وعملاً وعقيدة. 

الواجب على المسلم اتباع الحقّ والسير في ركاب الطائفة المنصورة أهل السنّة والجماعة وأتباع السَلف الصالح يحبهم في الله أينما كانوا في بلده أو في غير بلده، ويتعاون معهم على البرّ والتقوى وينصر معهم دين الله تعالى . 

أما أوصاف هذه الطائفة المنصورة: 

فقد ورد في شأنها عدة أحاديث صحيحة عن النبي  منها :

1 – عن معاوية رضي الله عنه قال : ( سمعت النبي  يقول: لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم ، حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك ).

2 – وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله  : ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة ) .

3 – وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال : سمعت النبي  يقول : ( لا يزال من أمتي قوم ظاهرين على الناس حتى يأتيهم أمر الله ) .

4 – وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال : قال رسول الله  ( لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ، ظاهرين على من ناوأهم ، حتى يقاتل آخـرهم المسيح الدجال ). 

ويؤخذ من هذه الأحاديث عدة أمور :

الأول : قول النبي  ( لا تزال طائفة من أمتي ) . فيه دليل على أنّها فئـة من الأمّة وليست كل الأمّة ، وفيه إيماءة إلى أن هناك فئات أخرى ، وطوائف أخرى . 

الثاني : قول النبي  ( لا يضرهم من خالفهم ) . يدلّ على أن هناك فرقاً أخرى تخالف الطائفة المنصورة فيما هم عليه من أمر الدين ، وهذا كذلك يوافق مدلول حديث الافتراق حيث إن الفرق الثنتين والسبعين تخالف الفرقة الناجية فيما هم عليه من الحق . 

الثالث : كلا الحديثين يحمل البشرى لأهل الحق ، فحديث الطائفة المنصورة يبشّرهم بالظفر والنصر والظهور في الدنيا . 

الرابع : والمراد بقوله  (( حتى يأتي أمر الله )) أي الريح التي تأتي فتأخذ روح كل مؤمن ومؤمنة . ولا ينافي هذا حديث : لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق إلى يوم القيامة . لأن معنى هذا أنهم لا يزالون على الحق حتى تقبضهم هذه الريح اللينة قرب القيامة وعند تظاهر أشراطها .

صفات الطائفة المنصورة:

يؤخذ من مجموع الأحاديث المتقدمة والروايات الأخرى الصفات التالية للطائفة المنصورة : 

1- أنها على حق: فجاء الحديث بأنهم (على حق ) . وأنهم ( على أمر الله ) . وأنهم ( على هذا الأمر ) . وأنهم ( على الدين ) . وهذه الألفاظ تجتمع في الدلالة على استـقامتهم على الدين الصحيح الذي بعث به محمد 

2 – أنها قائمة بأمر الله: وقيامهم بأمر الله يعني: أ ــ أنهم تميزوا عن سائر الناس بحمل راية الدعوة إلى الله. ب ــ وأنهم قائمون بمهمة ( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) . 

3 – أنها ظاهرة إلى قيام الساعة: وقد وصفت الأحاديث هذه الطائـفة بكونهم :( لا يزالون ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون ) . وبكونهم (ظاهرين على الحق ) أو ( على الحق ظاهرين ) . أو ( ظاهرين إلى يوم القيامة ) . أو ( ظاهرين على من ناوأهم ) . وهذا الظهور يشمل ـ : الوضوح والبيان وعدم الاستتار فهم معرفون بارزون مستعلون. ـ : ثباتهم على ما هم عليه من الحق والدين والاستـقامة والقيام بأمر الله وجهاد أعدائه . ـ : الظهور بمعنى الغلبة 

4 – أنها صابرة مصابرة: عن أبي ثعلبة الخشني -رضي الله عنه – أن النبي –  – قال:( إن من ورائكم أيام الصبر ، الصبر فيه مثل قبض على الجمر . )

من هم أهل الطائفة المنصورة:

-قال البخاري : ( هم أهل العلم ) . وذكر كثير من العلماء أن المقصود بالطائفة المنصورة هم : ( أهل الحديث ) -وقال النووي : ( ويحتمل أن هذه الطائفة مفرقة بين أنواع المؤمنين : منهم شجعان مقاتلون ، ومنهم فـقـهـاء ، ومنهم محدّثون ، ومنهم زهّاد ، وآمرون بالمعروف وناهـون عن المنكر ومنهم أنواع أخرى من الخير )

-وقال أيضا : ( يجوز أن تكون الطائفة جماعة متعددة من أنواع المؤمنين ، ما بين شجاع وبصير بالحرب وفقيه ومحدّث ومفسّر وقائم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وزاهد وعابد ) .

-وقال ابن حجر رحمه الله – مفصّلاً القول في المسألة ( ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين في بلد واحد بل يجوز اجتماعهم في قطر واحد وافتراقهم في أقطار الأرض ، ويجوز أن يجتمعوا في البلد الواحد وأن يكونوا في بعض منه دون بعض ، ويجوز إخلاء الأرض كلها من بعضهم أولاً فأولاً ، إلى أن لا يبقى إلا فرقة واحدة ببلد واحد فإذا انقرضوا جاء أمر الله ) 

وكلام العلماء يدور على أن هذه الطائفة ليست محصورة في فئة معينة من الناس كما أنـها ليست محددة ببلد معين ، وإن كان آخرها يكون بالشام وتقاتل الدجال كما أخبر النبي  . 

ولا شك أن المشتغلين بعلم الشريعة – عـقيدة وفقها وحديثا وتفسيرا وتعلما وتعليما ودعوة وتطبيقا – هم أولى القوم بصفة الطائـفة المنصورة وهم الأولى بالدعوة والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والرد على أهل البدع إذ أن ذلك كله لابد أن يـقترن بالعلم الصحيح المأخوذ من الوحي .