الأضحية اسم لما يذبح من الأنعام
يوم النحر وأيام التشريق بنية التقرب إلى الله تبارك وتعالى، وقد أجمع المسلمون على مشروعيتها لقوله تعالى: ﴿فصل لربك وانحر﴾ [الكوثر: 2]، ولما أخرجه البخاري في صحيحه عن أنس رضي الله عنه قال: “ضحى النبي
ﷺ بكبشين أملحين أقرنين، ذبحهما بيده، وسمى وكبر” والأضحية تذبح عن المضحي ومن يلزمه الإنفاق عليهم مهما بلغ عددهم، والشاة تجزئ عن واحد، والبقرة والبدنة عن سبعة.
ما هي أفضل أنواع الأضحية:
يقول الدكتور حسام الدين موسى عفانة أستاذ مشارك كلية الدعوة و أصول الدين ـ جامعة القدس ـ فلسطين:اختلف الفقهاء في الأفضل في الأضحية من أنواع الأنعام: -فمنهم من قال أفضل الأضاحي هي البدنة ثم البقرة ثم الشاة. -ومنهم من قال أفضلها ما كان أكثر لحماً وأطيب. -ومنهم من قال أفضلها الضأن ثم البقر ثم الإبل. والذي يظهر رجحان قول من قال إن الأفضل في الأضحية الغنم ثم الإبل ثم البقر وهو قول
المالكية ويدل على ذلك قول الله تعالى :( وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ) سورة الصافات الآية 107 . وكان الذبح العظيم كبشاً ، فالله سبحانه وتعالى وصفه بالعظيم ، ولم يحصل هذا الوصف لغيره . -وقال
القرطبي: ( وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ) ، أي ضخم الجثة سمين ، وذلك كبشٌ لا جملٌ ولا بقرة . -وقال
ابن دقيق العيد : وقد يستدل للمالكية باختيار النبي –
ﷺ – في الأضاحي للغنم ، وباختيار الله تعالى في فداء الذبيح .
ما هي الأضحية التي ضحى بها رسول الله ﷺ:
كان رسول الله – ﷺ – يضحي بالغنم بل بالكباش وقد ثبت ذلك في أحاديث منها : -ما ثبت في الحديث الصحيح أن النبي –
ﷺ – :( أمر بكبش أقرن ، يطأ في سواد ويبرك في سواد وينظر في سواد … وأخذ الكبش فأضجعه … )
رواه مسلم . قال الشنقيطي : وقد تكرر من الرسول –
ﷺ – التضحية بالغنم ، وهو –
ﷺ – لا يضحي مكرراً ذلك عاماً بعد عام ، إلا بما هو الأفضل في الأضحية ، فلو كانت التضحية بالإبل والبقر أفضل لفعل –
ﷺ – ذلك الأفضل . -فعن أنس – رضي الله عنه – :( أن النبي –
ﷺ – كان يضحي بكبشين وأنا أضحي بكبشين ) رواه البخاري ومسلم . وفي قول أنس ( كان يضحي ) ما يدل على المداومة . -وعن
عائشة رضي الله عنها :( أن رسول الله –
ﷺ – أمر بكبش أقرن يطأ في سواد ويبرك في سواد وينظر في سواد فأتي به ليضحي به … الخ ) رواه مسلم . -وعن جابر بن عبد الله – رضي الله عنه – قال :( شهدتُ مع رسول الله –
ﷺ – الأضحى بالمصلى فلمَّا قضى خطبته نزل من منبره وأُتِيَ بكبش فذبحه رسولُ الله –
ﷺ – بيده … الخ ) رواه أبو داود والترمذي . -وعن ثوبان – رضي الله عنه – قال :( ضحى رسول الله –
ﷺ – ثم قال : يا ثوبان أصلح لنا لحم هذه الشاة . فما زلت أطعمه منها حتى قدمنا المدينة ) رواه مسلم . -ومما يدل على أفضلية التضحية بالكبش ، أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يقتدون بالرسول –
ﷺ – في تضحيته بالكبش ، كما في حديث أنس – رضي الله عنه- السابق وفيه :( كان النبي –
ﷺ – يضحي بكبشين وأنا أضحي بكبشين ) فهذا يدل على اتباع أنس – رضي الله عنه- للرسول –
ﷺ – في التضحية بالكبشين ، كما يدل الحديث أيضاً على مداومة الرسول –
ﷺ – على التضحية بالكبش . -وعن يونس بن ميسرة بن حلس قال :( خرجت مع أبي سعيد الزرقي صاحب رسول الله –
ﷺ – إلى شراء الضحايا . قال يونس : فأشار أبو سعيد إلى كبش أدغم ليس بالمرتفع ولا المتضع في جسمه فقال : اشتر لي هذا . كأنه شبهه بكبش رسول الله –
ﷺ – ) رواه
ابن ماجة ، وقال البوصيري في الزوائد : إسناده صحيح . وصححه الشيخ
الألباني ورواه الحاكم وصححه ، ووافقه الذهبي . -وعن النعمان بن أبي فاطمة – رضي الله عنه- :( أنه اشترى كبشاً أعين أقرن ، وأن النبي –
ﷺ – رآه فقال : كأنَّ هذا الكبش الذي ذبح إبراهيم . فعمد رجل من الأنصار فاشترى للنبي –
ﷺ – من هذه الصفة ، فأخذه النبي –
ﷺ – فضحى به ) رواه
الطبراني في الكبير ورجاله ثقات قاله الهيثمي . وغير ذلك من النصوص.