يجوز أخذ الحقنة التي تستعمل في تقوية الجسم إذا كان الجسم ضعيفا وبحاجة للتقوية ، وبشرط ألا تحتوي على مواد مسكرة ، أما أخذها عبثا وبدون حاجة الجسم لها فأخذها يعد عبثا لا يليق بعاقل .
يقول الشيخ أحمد الشرباصي الأستاذ بجامعة الأزهر رحمه الله :
إن الله ـ سبحانه وتعالى ـ الذي خلق الداء وخلق الدواء، وقد وردت أحاديث تُشير إلى جواز التداوِي والحضِّ عليه، ولا شك أن الإنسان يتناول الدواء في وقت الحاجة إليه، وعند وجود المرض الذي يلزمه الدواء، وليس من شأن العقلاء أن يتناولوا الدواء دون الحاجة إليه؛ لأن هذا يكون عبثًا، والعبث شيء يتنزَّه عنه العقلاء؛ لأنه تضييع للمال والجهد بلا فائدة.
وأخذ الحقنة في الجسم أمر جائز في ذاته، إذ ليس هناك نصٌّ على تحريمه، ولكن أخذ الحقنة يكون عند وجود المرض الذي يُعالجه صاحبه بأخذ هذه الإبرة؛ وإذا كان جسم الإنسان ضعيفًا يحتاج إلى تغذية أو تقوية أو معالجة لأسباب أوجدت هذا الضعف فيه، جاز للإنسان أن يأخذ الحقنة للتقوية أو العلاج، وأما إذا كان الجسم سليمًا قويًّا، وكان صاحبه لا يحتاج إلى استعمال هذه الحقنة، فإن استعمالها في هذه الحالة يكون عبثًا وأمرًا لا يليق أن يصدر من العاقل.
والله أعلم.