هذه التوقُّعات ما تسمى أبراج المواليد ظنون تتخلّف كثيرًا، والله وحده له العلم الشامل الكامل والصادق الدقيق، كما قال سبحانه: (ومَا تَدري نَفسٌ ماذَا تَكْسِبُ غَدًا ومَا تَدْري نَفسٌ بأيِّ أرضٍ تَموتُ إنَّ اللهَ عَليمٌ خَبيرٌ) (سورة لقمان : 34).
وقد حذّر النبي ـ ﷺ ـ من التصديق والتشجيع لهذه الوسائل الكاذبة لمعرفة المستقبل، وتقدّم الكلام كثيرًا عن ذلك في عنوان “علم الغَيب.
حكم من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه:
وما يُنشر في الصحف من الطوالع وحظوظ أصحابها يطلَق عليه اسم التّنجيم أو أبراج المواليد جاء فيه حديث أبي داود وابن ماجه وغيرهما “مَن اقتبس علمًا من النُّجوم اقْتبس شعبة من السِّحر، زاد ما زاد” قال الحافظ: والمَنهي عنه من علم النجوم ما يدَّعيه أهلُها من معرفة الحوادث الآتية في مستقبل الزّمن كمجيء المطر وهبوب الرّيح وتغير الأسعار ونحو ذلك، ويزعمون أنّهم يدركون ذلك بسير الكواكب واقترانها وافتراقها وظهورها في بعض الأزمان، وهذا علم استأثر الله به، لا يعلمه أحد غيره، فأمّا ما يدرك من طَريق المشاهدة من علم النجوم والذي يُعرَف به الزوال وجهة القبلة، وكم مضَى من الليل والنهار، وكم بَقِيَ فإنّه غير داخل في النهي.
حكم من اعتقد بأن أبراج المواليد والطوالع تضر وتنفع:
وفي ذلك يقول الحديث الذي رواه الطبراني “مَن أتى كاهنًا فصدّقه بما يقول فقد بَرِئ ممّا أُنْزِلَ على محمد، ومن أتاه غير مصدِّق له لم تُقبل منه صلاة أربعين ليلة” والمُداومة على قراءة هذه الطوالع أو أبراج المواليد قد تجرُّ إلى أنه اطلاع حقيقي على الغَيب الخاصّ بالله تعالى، وهو حرام.