يتسأل الكثير عن الإنسان الذي صام يوم عرفة، ثم مات قبل أن تنقضي السنة القادمة، كيف يلحقه تكفير ذنوب العام المقبل وقد مات قبله ، أي ليس له فيه سيئات أو حسنات. جاء في الحديث أن سُولَ اللَّهِ
ﷺ قَالَ: إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ. وهذا الصيام قام به العبد حال حياته فما هو أجره وهل يلحقه كامل الأجر؟
الذنوب التي يكفرها الله لمن صام يوم عرفة:
إن المقصود بالتكفير في الحديث هو تكفير الصغائر وهى كثيرة .وأنه إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية وعلم ينتفع به وولد صالح يدعو له .فما علينا سوى العمل وترك الأجر على الله سبحانه وتعالى . وبالنسبة لأجرها فهو إما تكفير لذنب قد مر أو رفع لدرجات من لم يرتكب ذنبا . ولنعلم كذلك أن رحمة الله تعالى بعباده أكبر من أن يتصورها عقل وهو قادر على أن يكتب له الأجر الكبير على العمل القليل . وليس شرطا أن يعمل الإنسان معصية حتى تغفر له فالله تعالى يعطيه الأجر بمجرد العمل . وما على الإنسان إلا أن يعمل والله تعالى هو الذي يعطى ،
قسم العلماء الإنسان بحسب معصيته خمسة أقسام :
1- من لا صغيرة له ولا كبيرة كمن مات فصوم عرفة لهذا رفع درجات.
2- من له صغائر فقط بلا إصرار فهو مكفر له باجتناب الكبائر.
3- من له صغائر مع الإصرار فهي التي تكفر بالعمل الصالح كصلاة وصوم.
4- من له كبائر وصغائر فالمكفر له بالعمل الصالح الصغائر فقط.
5- من له كبائر فقط يكفر عنه بقدر ما كان يكفر من الصغائر.
فقد جاء في فيض القدير، شرح الجامع الصغير، للإمامِ المناوي : عن قوله –
ﷺ – : (من صام
يوم عرفة غفر اللّه له سنتين سنة أمامه وسنة خلفه) وفي رواية لمسلم يكفر السنة التي قبله أي التي هو فيها والسنة التي بعده أي التي بعدها أي الذنوب الصادرة في العامين. قال النووي: والمراد غير الكبائر.
وقال البلقيني: الناس أقسام: -منهم من لا صغائر له ولا كبائر فصوم عرفة له رفع درجات. -ومن له صغائر فقط بلا إصرار فهو مكفر له باجتناب الكبائر. -ومن له صغائر مع الإصرار فهي التي تكفر بالعمل الصالح كصلاة وصوم. -ومن له كبائر وصغائر فالمكفر له بالعمل الصالح الصغائر فقط. -ومن له كبائر فقط يكفر عنه بقدر ما كان يكفر من الصغائر.