يقول فضيلة الشيخ محمد رشيد رضا-رحمه الله- :
مذهب الشافعية : أن الماء إذا بلغ قلتين لا ينجس ، إلا بتغير طعمه أو لونه أو ريحه من النجاسة ، فلو كان الماء متنجسًا لوقوع نجاسة فيه وهو قليل ، ثم زاد حتى بلغ قلتين يطهر ، ولو كان الماء المتجدد متنجسًا أيضًا ، بل ولو كان مائعًا نجس العين ، والقلتان : خمسمائة رطل بغدادي ، وتبلغ بالمساحة نحو ذراعًا وربعًا مربعًا طولاً وعرضًا وعمقًا ، ولا شك أن صهر يجكم أوسع من ذلك فهو طاهر حتمًا .
هذا وإن الله تعالى أمرنا بإزالة النجاسة ليطهرنا لا ليعنتنا ، وهو يريد بنا اليسر ، ولا يريد بنا العسر ، وما جعل علينا في الدين من حرج ، والنجاسة التي نهينا عنها : هي القاذورات التي تنفر منها الطباع السليمة ، فهل يعقل أن حوضًا كبيرًا فيه ماء صافٍ نقي لا تغير فيه يحكم عليه بالنجاسة لتدقيق بعض الفقهاء في الحدود التي وضعوها للاصطلاحات الشرعة ، ويلزم لهذا التدقيق إعنات أهل بيت من المسلمين وإيقاعهم في الحرج والعسر اللذين نفاهما الله تعالى.