يقول الله تعالى ( فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم ) ( الأحقاف : 35 ) أولو العزم مختلف فيهم على أقوال كثيرة، فقيل : هم كل الرسل، ولفظ ” من ” للبيان لا للتبعيض، وقيل : هم بعض الرسل مع اختلاف في تعيينهم وفي عددهم، ومن أقوى الآراء أنهم المذكورون في قول الله تعالى ( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا ) ( الأحزاب : 7 ) وسموا بذلك لأنهم صبروا كثيرًا في تبليغ دعوتهم حتى نصرهم الله. ومن صور معاناتهم ما جاء في قوله تعالى (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم، مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله، ألا إن نصر الله قريب).سورة البقرة: 214).