نعم هناك ما يستحب للمعتكف ، وما يكره له ، وما يباح ، فيستحب له قضاء الاعتكاف كله في عبادة وطاعة بكل أنواعها، ويكره له أن ينشغل بأمور الدنيا إلا ما هو ضروري له ، ويباح له ما يحتاجه كالنوم والأكل والخروج لحاجة كالذهاب للخلاء ـ الحمام ـ وتوديع زائر وقضاء حاجة لمحتاج ، وإغاثة ملهوف ونحوه .

 والذي يبطل الاعتكاف هو الخروج لغير حاجة ، والجماع ، والسُكْر والجنون ، والحيض والنفاس للمرأة.

مستحبات الأعتكاف :

يقول الشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر :

يستحب للمعتكف أن يكثر من نوافل العبادات، ويشغل نفسه بالصلاة، وقراءة القرآن والاستغفار، والصلاة على النبي ( صلى الله عليه وسلم ) والدعاء، ونحو ذلك من الطاعات، ومن الطاعات دراسة العلم الديني ومذاكرته، أو تعليمه، ويستحب للمعتكف أن يتخذ ستارا في صحن المسجد اقتداء بالنبي ( صلى الله عليه وسلم ).

مكروهات الأعتكاف :

ويكره له أن يشغل نفسه بما لا يعنيه، من قول أو عمل، كما يكره له الإمساك عن الكلام ظنا منه أنه قربة إلى الله، اللهم إلا إذا كان مستغرقا في فكر خلق الكون، أو تحضير مسائل تفيده أو تفيد غيره، فإن إمساكه عن الكلام ليس مكروها.

مباحات الأعتكاف :

ويباح للمعتكف أن يخرج لتوديع أي إنسان كان معه ـ مثلا ـ كما حدث فيما رواه البخاري ومسلم أن: “صفية زوج الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) كانت تزوره في معتكفه، فلما أرادت الانصراف؛ قام وودعها فمشى معها إلى مسكنها في دار أسامة بن زيد، فمر رجلان من الأنصار فأسرعا، فقال لهما: على رسلكما إنها صفية بنت حيي يعني: ليست امرأة أجنبية. ثم قال: إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم؛ فخشيت أن يقذف في قلوبكما شرا “.
وفيما رواه البخاري ومسلم عن عائشة (رضي الله عنها) أن الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) كان وهو معتكف في المسجد يناولها رأسه من خلل الحجرة لتغسله “.

كما يباح الخروج للحاجة التي لابد منها: كالغائط، والحيض، والبول، والطعام، والشراب إذا لم يوجد من يأتي به إليه، كما يخرج للغسل من الجنابة إذا احتلم ـ مثلا ـ وليطهر ثوبه أو بدنه من النجاسة، كما يخرج ليصلي الجمعة، ويحضر الجنازة، ويعود المرضى، ولكن لا يجلس معهم، وله أن يأكل ويشرب في المسجد وأن ينام مع المحافظة على النظافة والآداب، وله أن يعقد العقود، ويفعل ما يشاء من المباحات.

مبطلات الأعتكاف :

والذي يبطل الاعتكاف هو: الخروج من المسجد لغير حاجة، وكذلك ذهاب عقله بجنون أو سكر، ومثله: الحيض والنفاس للمرأة، كما يبطله الوطء لقوله ـ تعالى: { ولا تباشروهن وأنت عاكفون في المساجد }. لأن المكث في المسجد للجنب حرام، ويبطله أيضا الردة لمنافاتها للعبادة.