ذهب جمهور أهل العلم على أن الشاة الواحدة تجزئ عن الأسرة الواحدة ، إن قام بها أحد أفرادها ، وقد توافرت الأدلة على ذلك من السنة المطهرة ، وأقوال أهل العلم .

يقول الدكتور حسام الدين موسى عفانة أستاذ مشارك كلية الدعوة و أصول الدين ـ جامعة القدس ـ فلسطين:

قال جمهور أهل العلم إن الشاة الواحدة تجزئ عن أهل البيت الواحد ، فإذا ضحى بها واحد من أهل البيت ، تؤدى الشعار والسنة بجميعهم ، وهذا مذهب مالك والشافعي وأحمد وإسحاق والأوزاعي . ويدل على ذلك ما يلي :

1- روى الترمـذي بإسناده عن عُمارة بن عبد الله قال :( سمعت عطاء بن يسار يقول : سألت أبا أيوب :( كيف كانت الضحايا على عهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ؟ فقال : كان الرجل يضحي بالشاة عنه وعن أهل بيته ، فيأكلون ويطعمون حتى تباهى الناس فصارت كما ترى ) قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح . ورواه ابن ماجة ومالك . قال الإمام النووي : هذا حديث صحيح . والصحيح أن هذه الصيغة تقتضي أنه حديث مرفوع . وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن ابن ماجه

2- وروى ابن ماجة بإسناده عن الشعبي عن أبي سريحة – رضي الله عنه – وهو صحابي شهد الحديبية – قال :( حملني أهلي على الجفاء بعد ما علمت من السنة . كان أهل البيت يضحون بالشاة والشاتين والآن يُبَخِّلُنا جيراننا ) . قال في الزوائد: إسناده صحيح ورجاله موثقون . ورواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي وقال الشيخ الألباني : صحيح الإسناد .

3- ومما يدل على ذلك حديث جابر بن عبد الله – رضي الله عنه – قال :( شهدتُ مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الأضحى في المصلى فلما قضى خطبته نزل من منبره وأُتِيَ بكبشٍ فذبحه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بيده وقال : باسم الله والله أكبر ، هذا عني وعمن لم يضح من أمتي ) . رواه أبو داود، وصححه الألباني .

4- وعن عبد الله بن هشام قال :( كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يضحي بالشاة الواحدة عن جـمـيـع أهـلـه ) رواه الـحـاكـم وقـال : صـحـيـح الإسنـاد ، ووافـقه الذهبـي .

5- ونقل ابن قدامة عن صالح بن أحمد بن حنبل قال :[ قلت لأبي : يُضَحَّى بالشاة عن أهل البيت ؟ قال : نعم لا بأس . قد ذبح النبي – صلى الله عليه وسلم – كبشين فقرَّب أحدهما فقال : بسم الله اللهم هذا عن محمد وأهل بيته. وقرَّب الآخر فقال : بسم الله اللهم هذا منك ولك عمن وَحَّدَكَ من أمتي ] .

وحكى عن أبي هريرة – رضي الله عنه- :( أنه كان يضحي بالشاة فتجئ ابنته فتقول : عني ، فيقول : وعنك ).

قال العلامة ابن القيم : [ وكان من هديه – صلى الله عليه وسلم – أن الشاة تجزئ عن الرجل وعن أهل بيته ولو كثر عددهم ] ثم ذكر حديث أبي أيوب السابق .

وقال الشوكاني : [ قوله :( يضحي بالشاة عنه وعن أهل بيته ) فيه دليل على أن الشاة تجزئ عن أهل البيت ، لأن الصحابة كانوا يفعلون ذلك في عهده – صلى الله عليه وسلم – والظاهر اطلاعه فلا ينكر عليهم … والحق أنها تجزئ عن أهل البيت ، وإن كانوا مائة نفس أو أكثر كما قضت بذلك السنة ] .

وبهذا يظهر بأن الشاة الواحدة تجزئ عن الرجل وعن أهل بيته ، مهما كان عددهم لقوة الأدلة على ذلك .