الغيب لا يعلمه إلا الله تعالى، وكل ما يتصل بيوم القيامة من تحديد يوم معين لها،أو ذكر وقائع ستحدث في يوم بعينه ليس صحيحا، وعلى المسلم أن يشغل نفسه بالاستعداد لهذا اليوم العظيم ، وأن يعد له عدة.

مما يَتصِل بالعقيدة الإيمانُ بالغَيْب، كما قال تعالى في وصْف المتقين: (الذينَ يُؤْمِنُونَ بالغَيْبِ) (سورة البقرة : 3) وقد وَرَدَتْ نصوص تَتحدَّث عن الغَيْب منها: قولُه تعالى: (وعِنْدَهُ مَفَاتِحَ الغَيْبَ لا يَعْلَمُهَا إلاّ هُوَ) (سورة الأنعام: 59) وصَحَّ في الحديث الذي رواه البخاري أنها خَمْسٌ، وهي التي جاءتْ في قولِه تعالى: (إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (سورة لُقمان : 34) وقوله تعالى: (عَالِمُ الغَيْبِ فَلا يُظْهِرُعَلَى غَيْبِهِ أَحدًا إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا) (سورةالجنّ : 26، 27). وقوله تعالى: (قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلا مَا شَاءَ اللهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الخَيْرِ وَمَا مَسَّنِىَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (سورة الأعراف: 188).

وأما عن أحاديث الصيحة التي ستحدث في رمضان وتتبعها معمعة في شوال فهي أحاديث ليس بصحيحة، ولا يعتد بها .

فقد جاء في الآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للسيوطي مانصه:

خرج نعيم بن حماد عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم تكون هدة في رمضان ثم تظهر عصابة في شهر شوال ثم تكون معمعة في ذي القعدة ثم سلب الحاج في ذي الحجة ثم تنهك المحارم في المحرم ثم يكون صوت في صفر ثم تنازع القبائل في شهر ربيع ثم العجب كل العجب بين جمادة ناقة مصيبة خير من دسكرة(بناء على هيئة قصر) تغل مائة ألف.

وقال صاحب كنز العمال :

أخرجه نعيم بن حماد في الفتن، عن أبي هريرة، وقال الحاكم: غريب المتن، وقال الذهبي: موضوع، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات).

وفي المستدرك للحاكم :

عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه-:عن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: (تكون هدة في شهر رمضان، توقظ النائم، وتفزع اليقظان، ثم تظهر عصابة في شوال، ثم معمعة في ذي الحجة، ثم تنتهك المحارم في المحرم، ثم يكون موت في صفر، ثم تتنازع القبائل في الربيع، ثم العجب كل العجب بين جمادى ورجب، ثم ناقة مقتبة خير من دسكرة تقل مائة ألف).

قد احتج الشيخان -رضي الله تعالى عنهما- برواة هذا الحديث عن آخرهم، غير مسلمة بن علي الحسني، وهو حديث غريب المتن. ومسلمة أيضا: ممن لا تقوم الحجة به.

وأخرج أبو نعيم والحاكم كما جاء في كنز العمال :

عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان صيحة في رمضان فإنه يكون معمعة في شوال، وتمييز القبائل في ذي القعدة، وتسفك الدماء في ذي الحجة والمحرم وما المحرم – يقولها ثلاث مرات – هيهات هيهات! يقتل الناس فيه هرجا هرجا، قلنا وما الصيحة يا رسول الله؟ قال: هدة في النصف من رمضان ليلة الجمعة فتكون هدة توقظ النائم وتقعد القائم وتخرج العواتق من خدورهن في ليلة جمعة في سنة كثيرة الزلازل والبرد، فإذا وافق شهر رمضان في تلك السنة ليلة الجمعة فإذا صليتم الفجر من يوم الجمعة في النصف من رمضان فادخلوا بيوتكم وأغلقوا أبوابكم وسدوا كواكم ودثروا أنفسكم وسدوا آذانكم، فإذا أحسستم بالصيحة فخروا لله سجدا وقولوا: سبحان القدوس، سبحان القدوس، ربنا القدوس، فإنه من فعل ذلك نجا ومن لم يفعل هلك.انتهى